أخبار العالم

الهند تكذّب رواية ترامب لوقف الحرب مع باكستان

نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، راندهير جايزوال، تصريحات الرئيس الأمريكي، الذي زعم من الرياض وواشنطن أن الولايات المتحدة عرضت على الهند وباكستان تعزيز التبادل التجاري في حال أوقفتا الأعمال القتالية، وهددت بوقفه إن لم تفعلا.

وقال ترامب: “بعد تلك العروض والتهديدات، قالوا فجأة: أعتقد أننا سنتوقف”. لكن المتحدث الهندي أكد: “لم يتم التطرق إلى ملف التجارة في أي من المحادثات بين القادة الهنود والأمريكيين بشأن التصعيد العسكري”.

ويقول محللون تحدثوا إلى صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن نفي الهند العلني لرواية ترامب يعكس خشية حكومة مودي من أن يُنظر إليها داخليًا على أنها رضخت للضغوط الخارجية، وأوقفت العمليات العسكرية ضد خصم تعتبره أضعف، قبل تحقيق “نصر كامل”.

لطالما لعبت واشنطن دورًا في تهدئة النزاعات في جنوب آسيا، لكن نيودلهي كانت تتوقع أن يتم أي تدخل أمريكي بصمت، وعلى نحو يراعي مكانة الهند كقوة صاعدة وشريك موثوق، بحسب “نيويورك تايمز”. غير أن ترامب، بطبيعته المتعطشة للأضواء، لم ينتظر موافقة الطرفين وأعلن وقف إطلاق النار بنفسه، مسلطًا الضوء على دوره ومُلمحًا إلى استحقاقه لجائزة نوبل للسلام.

وقد استاء المسؤولون الهنود من تصريحاته التي ساوت بين الهند وباكستان، كما تحدث عن وساطة مستقبلية بشأن إقليم كشمير، وهو ملف تعتبره الهند “غير قابل للتفاوض” مع أي طرف ثالث.

وقال مسؤول هندي رفيع للصحيفة الأمريكية، إن الهند كانت على تواصل مع إدارة ترامب قبل تنفيذ غاراتها الجوية داخل الأراضي الباكستانية، وأبلغت واشنطن بنيتها مسبقًا، ثم أطلعتها على التفاصيل بعد الضربات. وعندما تصاعدت الاشتباكات، اتصل نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس برئيس الوزراء مودي، محذرًا من “احتمال تصعيد كبير في العنف”. ورغم استماع مودي، إلا أن قرار وقف القتال اتخذته الهند وحدها، بحسب المسؤول، بعد ليلة من القصف استهدفت فيها عدة قواعد عسكرية باكستانية.

وفي غضون ذلك، امتنعت الحكومة الهندية عن الاعتراف علنًا بالدور الأمريكي في وقف إطلاق النار، مؤكدة أن الاتفاق تم مباشرة مع باكستان. لكن إحباط نيودلهي لم يكن فقط من تصريحات ترامب، بل من الرسائل الأمريكية التي وضعت الهند وباكستان في كفة واحدة، وتغاضت عن حقيقة أن الصراع بدأ بهجوم إرهابي تتهم الهند إسلام آباد بالوقوف خلفه.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى