انخفاض إيرادات قناة السويس من 2.40 مليار إلى 880.9 مليون دولار

تراجعت إيرادات قناة السويس خلال الربع الأخير من العام الماضي بشكل غير مسبوق حيث انخفضت إلى 880.9 مليون دولار مقارنة بـ2.40 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الذي سبقه نتيجة مباشرة لتصاعد التوترات الأمنية في البحر الأحمر وهجمات جماعة الحوثي على سفن الشحن المرتبطة بمصالح الاحتلال الإسرائيلي على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة
اتجهت العديد من شركات الشحن إلى التخلي عن المرور عبر قناة السويس واختارت بدائل أطول عبر رأس الرجاء الصالح ما ساهم في انخفاض عدد السفن العابرة وقلص العائدات بشكل كبير وسط تحديات متزايدة تواجه الممر الملاحي الأهم في العالم
اقترحت الهيئة المسؤولة عن إدارة القناة دراسة تقديم تخفيضات تتراوح بين 12 و15 بالمئة على رسوم العبور في محاولة لجذب حركة النقل التجاري مجددًا وتخفيف حدة التراجع المالي غير المسبوق الذي تشهده القناة منذ سنوات
شهدت التطورات الأخيرة تصاعدًا في الجدل بعد مطالبة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بمنح السفن الأمريكية سواء العسكرية أو التجارية حق المرور مجانًا عبر قناة السويس إضافة إلى قناة بنما مدعيًا أن الولايات المتحدة كان لها الدور الأكبر في إنشاء القناتين
أثار طلب ترامب رفضًا واسعًا بين الأوساط السياسية والإعلامية حيث اعتُبر انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وتاريخ القناة وأشار كثيرون إلى أنه يأتي في سياق ضغوط على مصر بسبب موقفها الثابت من رفض تهجير الفلسطينيين من غزة
لم تصدر القاهرة أي رد رسمي مباشر على طلب ترامب لكن أعقب ذلك مباشرة اجتماع لرئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي مع المسؤولين عن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس حيث أكد أهمية الموقع الاستراتيجي للمنطقة ودورها كممر لوجستي عالمي يربط الشرق بالغرب وكمركز استثماري واعد في ظل الظروف الجيوسياسية الراهنة
تواصل السلطات المصرية متابعة تداعيات الأزمة وتبحث عن حلول عملية تضمن الحفاظ على مكانة قناة السويس كممر استراتيجي في التجارة العالمية وسط تحديات أمنية واقتصادية متنامية