العالم العربي

برلين ترحّب برفع العقوبات عن سوريا وتؤكد التزامها بقيادة مرحلة إعادة الإعمار

في أول ردّ رسمي بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا، رحّبت الحكومة الألمانية بالخطوة واعتبرتها نقطة تحوّل تاريخية تتيح للشعب السوري الانطلاق نحو مستقبلٍ حرّ وديمقراطي.

أوضحت وزارة الخارجية الألمانية في بيانٍ نشرته على منصة إكس أنّ برلين، بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين، ستضاعف جهودها لدعم السوريين في إعادة بناء بلدهم وتحسين بيئته الاقتصادية، ولا سيّما في مجالات التمويل والنقل والطاقة. وأكدت الوزارة أنّ رفع العقوبات يمهّد لمرحلة انتقال سياسي شاملة، ويعيد دمج سوريا في الاقتصاد العالمي بعد أكثر من عقدين من العزلة.

تستند الرؤية الألمانية إلى حزمة إجراءات سريعة تشمل: • إطلاق صندوق تمويلي مشترك لإعادة الإعمار يركّز على البنية التحتية والخدمات الأساسية.
• تسهيل حركة البضائع والخدمات عبر الموانئ والمطارات السورية بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
• إقرار برامج تدريب مهني وتكنولوجي للشباب السوري بهدف خلق فرص عمل مستدامة.
• دعم إصلاحات مؤسّسية تعزّز الشفافية وحوكمة رشيدة خلال المرحلة الانتقالية.

وأضاف البيان أنّ برلين ستعمل بشكل وثيق مع الحكومة السورية الجديدة لتنسيق الأولويات وضمان توجيه الموارد إلى المناطق الأكثر تضرّراً، مع التشديد على أنّ أي مسار إعمار ناجح يتطلّب مشاركة مجتمعية واسعة واحترام حقوق الإنسان.

وجاء القرار الأمريكي بعد مباحثات عُقدت في الرياض بين ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، حيث وصف ترامب العقوبات بأنها «وحشية ومعيقة» وأعلن أنّ «الوقت حان لتنهض سوريا». ويأتي هذا التطوّر في أعقاب إنهاء 61 عاماً من حكم حزب البعث و53 عاماً من هيمنة أسرة الأسد في ديسمبر 2024، ما أطلق مطالبات داخلية وخارجية برفع القيود الاقتصادية لتمكين التنمية.

تتوقّع برلين أن يفتح رفع العقوبات الباب أمام الشركات الأوروبية للاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة والمياه والنقل، كما تُجري مناقشات مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لتخصيص حزمة تمويلية أولية تُقدَّر بملياري يورو.

«سنواصل العمل بلا كلل مع شركائنا لتحقيق انتعاش اقتصادي حقيقي في سوريا، بما يضمن كرامة وحرية كل السوريين»، ختمت الخارجية الألمانية بيانها.

قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: «يمثّل قرار رفع العقوبات لحظة فارقة، ونرى فيه فرصة فريدة لوضع أسس سلام دائم وتنمية مستدامة».
من جهته، صرّح المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا ميخائيل وولفغانغ: «ندعو المجتمع الدولي إلى استغلال الزخم الحالي لتقديم دعم ملموس يُترجم إلى مدارس ومستشفيات وفرص عمل على أرض الواقع».
وفي واشنطن، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: «تواصلتُ مع حلفائنا في أوروبا والشرق الأوسط واتفقنا على أن رفع العقوبات هو الطريق الأقصر لعودة سوريا قويةً ومزدهرة».

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى