مقالات وآراء

ناصر الدويلة : قراءة في أبعاد زيارة ترامب للسعودية

قال النائب الكويتي السابق ناصر الدويلة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى بشكل واضح لنيل جائزة نوبل للسلام، ويبدو أن القادة العرب، بقيادة المملكة العربية السعودية، قد أدركوا هذه الحقيقة مبكرًا وأداروا الأمور بصورة احترافية، حيث توزعت الأدوار بشكل أفرز نتائج إيجابية على المدى القصير والمتوسط.

واكد الدويلة أن أهم نقطة في هذا السياق هي فهم الواقع والتعاطي معه بحكمة، فالحقيقة التي لا يجب أن تغيب عن الأذهان هي أن الإبادة الجارية في غزة تمثل التحدي الأكبر للأمة الإسلامية، ويجب العمل على وقفها بكل السبل المتاحة. كما يشير إلى أن سوريا قد تمكنت من كسر ظهر المشروع الإيراني في المنطقة، وهي تمر اليوم بمرحلة إعادة بناء مصيرية، فإما أن تنهض وإما أن تنهار، مشددًا على أن المصالح القومية العربية والتركية تلتقي الآن بوضوح في دعم سوريا وغزة والسودان.

ولفت الدويلة إلى أن وجود تركيا في جانب العرب يُعد معادلاً استراتيجيًا مهمًا في هذه المرحلة للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تصحيح مسار سياساتها المنحازة بشكل مطلق لإسرائيل.

وفي حديثه عن أداء السعودية، يرى الدويلة أنها تصرفت خلال هذه المرحلة بحكمة بالغة وفهم عميق، واستغلت كل مكامن القوة العربية، إلى جانب الرافد التركي الداعم، ما مكنها من تحقيق أهداف عسيرة وتجنب مخاطر جسيمة. ويشيد بـ الدور القطري المخلص والدور التركي الثقيل، اللذين ساهما بشكل خاص في تحقيق الاستغلال الأمثل للمرحلة التالية لزيارة ترامب.

وأضاف الدويلة أن تحالف العرب والمسلمين بقيادة السعودية، وثقل تركيا، وحيوية قطر، والدعم الخليجي، يُشكّل خط دفاع قوي في مواجهة السياسات التوسعية الإيرانية، والغطرسة الصهيونية، والنفوذ اليهودي في الولايات المتحدة.

وأشار إلى أنه من الضروري أن نعطي أنفسنا الثقة والأمل في نجاح التوجه العربي الذي تقوده السعودية في عهد ترامب، وهو العهد الذي – بحسب تعبيره – أصاب العالم بجائحة وضرر مستطير، وأرهق غزة، ويعرض سوريا مجددًا للسقوط في قبضة إيران.

وأقرّ الدويلة بأن هناك من يختلف مع السعودية في العديد من الملفات، لكنه يوضح أن السعودية اليوم هي الدولة الوحيدة القادرة على جمع خيوط القوة وحياكتها كدرع في مواجهة السياسات الصادمة التي ينتهجها ترامب، ويدعو إلى التعاطي مع المرحلة بعيدًا عن العواطف والخلافات مهما كانت طبيعتها.

وفي نظره، فإن أهم تغير جوهري في الموقف الاستراتيجي في المنطقة هو تصحيح مسار العلاقات العربية التركية، وجعلها تسير باتجاه واحد، الأمر الذي منح السعودية دور الريادة في العالمين العربي والإسلامي، وهو الدور الذي لن يتمكن غيرها من لعبه. ويدعو الدويلة الإخوة في السعودية إلى استغلال هذا النجاح لتحقيق أقصى درجات الأمن العربي الاستراتيجي، والدفع نحو الاتحاد الإسلامي، معتبرًا أن قطر هي جوهرة التضامن العربي والإسلامي، وتركيا هي رمانة الميزان الاستراتيجي في حال تعرض الأمن الإسلامي الواسع للخطر.

واختتم الدويلة بالقول إن هذه الأسس والخطوط الكبرى هي التي تحكم نظرته للأحداث، رغم وجود بعض الأمور الصغيرة المختلفة، إلا أنها – في نظره – لا تغير من المشهد العام، معتبرًا أن المرحلة القادمة في التحرك السعودي يجب أن تتجه نحو ضم باكستان إلى التحالف التركي الخليجي، وهو ما سيُفضي – برأيه – إلى زعامة سعودية للعالم الإسلامي، وقوة لا تُقهر بإذن الله.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى