94 شهيداً في غزة خلال 24 ساعة من التصعيد الإسرائيلي بالتزامن مع اليوم الثالث من جولة ترامب

أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني اليوم أن قطاع غزة شهد مذبحة جديدة أودت بحياة 94 مدنياً منذ فجر الخميس، في أعنف موجة غارات جوية ومدفعية إسرائيلية تتزامن مع ثالث أيام جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة.
منذ ساعات الفجر الأولى، كثفت الطائرات الحربية الإسرائيلية ضرباتها على أحياء سكنية ومرافق مدنية وطبية في مختلف محافظات القطاع، ما أسفر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح، وتدميرٍ واسع للبنية التحتية ومنازل المدنيين. وأكد جهاز الدفاع المدني أن عائلة شهاب بمخيم جباليا، والمكوّنة من الأب والأم وأطفالهم، “مُسحت بالكامل من السجل المدني” بعد استهداف منزلهم وتسويته بالأرض.
تأتي هذه المجزرة بينما يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولته في الشرق الأوسط، التي بدأت الثلاثاء في السعودية وتستمر حتى الجمعة بزيارة قطر والإمارات. وكان ترامب قد صرّح أمس بأن “الفلسطينيين في غزة يستحقون مستقبلاً أفضل”، في وقت يتصاعد فيه الدعم العسكري والغطاء السياسي الأميركي للعمليات الإسرائيلية.
يُذكر أن إسرائيل تفرض حصاراً خانقاً على غزة منذ 18 عاماً، ما فاقم أزمة إنسانية غير مسبوقة أدت إلى تهجير نحو 1.5 مليون مواطن من أصل 2.4 مليون، وتسببت في مجاعة جراء إغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية. ومنذ 7 أكتوبر 2023، أسفرت الحرب المستمرة عن أكثر من 173 ألف قتيل وجريح، إضافة إلى 11 ألف مفقود، أغلبهم من النساء والأطفال.
ذات المزاعم الإسرائيلية التي روّجت لتخفيف حدة القصف أثناء جولة ترامب ثبت زيفها في ظل شراسة الهجمات الحالية، التي طالت أيضاً طواقم الإسعاف ومراكز الإيواء المؤقتة.
“94 شهيداً في أقل من يوم واحد هو رقم مروع يثبت أن آلة القتل الإسرائيلية ماضية في إبادة شعبنا بلا هوادة، مستفيدة من الغطاء الدولي”، قال محمود بصل، المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني. وأضاف: “نناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة التدخل الفوري لوقف العدوان وتوفير ممرات إنسانية آمنة لإغاثة الجرحى وإخلاء المدنيين المحاصرين”.
من جهته، شدد العميد رائد الدهشان، مدير عام جهاز الدفاع المدني، على أن “استهداف المنازل والمستشفيات وسيارات الإسعاف يُعد جريمة حرب كاملة الأركان، وغياب المساءلة يشجع على مزيد من الانتهاكات”. وأشار الدهشان إلى أن طواقم الدفاع المدني تفتقر إلى المعدات والوقود الكافي لانتشال الضحايا تحت الأنقاض بسبب استمرار الحصار وعرقلة إدخال المساعدات.