ملفات وتقارير

غزة بعد 77 عاما.. “نكبة ثانية” تعصف بمخيم جباليا جراء الإبادة الإسرائيلية

أطلقت مؤسسة الإغاثة الإنسانية الدولية اليوم نداءً عاجلاً لتوفير مساعدات إغاثية فورية لآلاف العائلات الفلسطينية في مخيم جباليا، بعد أن حوّل التدمير الإسرائيلي المخيم إلى مساحات شاسعة من الخيام الخالية من أبسط مقومات الحياة، في مشهد يعيد الذاكرة إلى النكبة قبل 77 عاماً.

منذ بدء التصعيد الأخير، تعرّض مخيم جباليا – أكبر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة – لدمار واسع في البنية التحتية شمل شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، إضافة إلى تدمير منازل ومرافق حيوية مثل المدارس والمراكز الصحية. وبات أكثر من 120 ألف لاجئ يعيشون وسط نقص حاد في الغذاء والماء والأدوية، فيما ينام الآلاف في خيام بدائية لا تقيهم حرّ النهار ولا برد الليل.

تعمل فرق مؤسسة الإغاثة الإنسانية الدولية على مدار الساعة لتقييم الاحتياجات وتوزيع المواد الأساسية، بما في ذلك:
• 5,000 طرد غذائي طارئ يكفي الأسرة الواحدة لمدة أسبوع.
• 10,000 بطانية و2,500 خيمة مقاومة للعوامل الجوية.
• عيادتان ميدانيتان تقدمان الرعاية الصحية الأولية وخدمات الصحة النفسية.
• وحدات متنقلة لتنقية المياه قادرة على توفير 250,000 لتر مياه صالحة يومياً.

وإلى جانب عمليات الإغاثة الفورية، تدعو المؤسسة المجتمع الدولي إلى:

  1. فتح ممرات إنسانية آمنة لدخول المساعدات دون عوائق.
  2. تمويل خطة إعادة إعمار عاجلة للبنية التحتية الأساسية.
  3. توفير حماية قانونية ودولية للمدنيين وفق اتفاقيات جنيف.

“لقد عدنا إلى نقطة الصفر، والكارثة الإنسانية تكبر كل ساعة. إننا بحاجة ماسة إلى التضامن العالمي لضمان وصول الإغاثة الفورية وإعادة بناء ما تهدّم”، قالت د. لميس الخطيب، المديرة الإقليمية لمؤسسة الإغاثة الإنسانية الدولية في الأراضي الفلسطينية.

وأكّد اللاجئ جبر حسين علي، الذي دُمّر منزله بالكامل: “أعيش مع أطفالي في خيمة لا تحمينا من شيء. نشعر أننا عدنا إلى العام 1948. لا نريد سوى الأمان ومساحة نبني فيها مستقبلنا من جديد”.

وأضاف أ. سامر يونس، مدير العمليات الميدانية بالمؤسسة: “فرقنا تعمل في ظروف غاية في الصعوبة، لكن التزامنا بتقديم المساعدة الفورية راسخ. كل تبرع، سواء كان مادياً أو عينياً، يترجم مباشرة إلى حياة أكثر أماناً للأطفال والنساء والشيوخ في جباليا”.

  • مخيم جباليا يعيش حاليا “نكبة ثانية” بعد نكبة 1948 وأجدادنا لم يمروا بمثل ما نشهده من إبادة ودمار
  • لاجئو المخيم عادوا لبناء الخيام البسيطة كما عام 1948 ليعيشوا فيها بعدما دمرت إسرائيل منازلهم
  • رغم القنابل والخوف والتجويع والحصار والحياة الصعبة بدون أي مقومات ثابتون في هذه الخيام ولن نهاجر **الفلسطينية “أم كرم” العسكري:
  • الإبادة الإسرائيلية أعادت سكان المخيم عقودا إلى الوراء حيث تغيب أبسط مقومات الحياة في الذكرى السنوية الـ77 للنكبة، أعادت حرب الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 19 شهرا في قطاع غزة، مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع إلى حالته الأولى، حيث تنعدم مقومات الحياة ويُقحم الفلسطينيون في نمط عيش بدائي قسري في مشهد يقول السكان إنه “أسوأ” من نكبة 1948.

المخيم وهو أكبر المخيمات الثمانية في القطاع عُرف قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بشكله العمراني المكتظ بالمنازل المتلاصقة والمحال التجارية والأحياء والأزقة النابضة بالحياة، تحول اليوم بفعل التدمير الإسرائيلي إلى مساحة واسعة من الخيام المرقعة بالنايلون والقماش، كما كان قبل 77 عاما إبان النكبة.

هذه الخيام تتوسط أكواما هائلة من ركام المنازل والبنى التحتية المدمرة، التي تخفي تحت أنقاضها العشرات من الجثامين الذين قتلتهم إسرائيل خلال الإبادة، وعجز الفلسطينيون عن انتشالها بسبب نقص المعدات والآلات الثقيلة.

بينما يقضي الفلسطينيون جل أوقاتهم في محاولة تأمين قوت يومهم من الطعام والشراب، ويُعد “محظوظا” من ينجح في هذه المهمة التي حولتها إسرائيل بإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات والبضائع منذ 2 مارس/ آذار الماضي، إلى “عملية شاقة وصعبة جدا”.

و”النكبة” مصطلح يطلقه الفلسطينيون على اليوم الذي أُعلن فيه قيام إسرائيل على معظم أراضيهم بتاريخ 15 مايو/ أيار 1948، وقتل فيها نحو 15 ألف فلسطيني وهجر أكثر من 950 ألفا، ودمرت 531 قرية.

ووفق تقرير حديث لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني (رسمي)، فإن إسرائيل قتلت 154 ألف فلسطيني وعربي في فلسطين منذ عام 1948، إضافة إلى تسجيل نحو مليون حالة اعتقال منذ “نكسة” 1967 حين احتلت إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

وتحل ذكرى النكبة الـ77 وسط استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 بدعم مطلق من إسرائيل، وخلفت نحو 173 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مخيم جباليا: 76 عاماً من الصمود في وجه التهجير والتحديات الإنسانية

أعلنت مؤسسة العودة للدراسات والتنمية اليوم عن إصدار تقريرها الجديد بعنوان «مخيم جباليا: من الخيمة إلى الطابق العمودي… سردية 76 عاماً من التحدي». يأتي هذا التقرير تزامناً مع الذكرى السادسة والسبعين لتأسيس المخيم، ليقدم قراءة توثيقية وتحليلية لظروف اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا.

تأسس مخيم جباليا، الممتد على مساحة 1.4 كم² شمال قطاع غزة، عام 1948 لاستيعاب نحو 35 ألف لاجئ فلسطيني هُجّروا من مدنهم وقراهم إبان النكبة. أشرفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على المخيم منذ اللحظة الأولى، مقدّمة خدمات إيواء أولية في خيام قماشية لم تقوَ على برد الشتاء أو حرّ الصيف. وفي مطلع الخمسينيات، بدأت الوكالة باستبدال تلك الخيام بمساكن مؤقتة من الطوب والحجر وألواح الصفيح، بينما وفّرت حصصاً غذائية وخدمات صحية أساسية للاجئين.

ومع تسارع النمو السكاني خلال سبعينيات القرن الماضي، شرع السكان في إضافة غرف جديدة إلى الوحدات السكنية، ثم بناء طوابق عمودية دون أي تخطيط عمراني رسمي. هذا التطور غير المنظم تسبّب في حالة تكدس واكتظاظ ما زالت تلقي بظلالها على المخيم حتى اليوم، إذ يعيش عشرات الآلاف في ظروف صحية ومعيشية بالغة الصعوبة تتفاقم مع القيود المفروضة على قطاع غزة.

التقرير الصادر عن مؤسسة العودة يعرض بالأرقام والتحليلات:

  1. تطور الكثافة السكانية داخل المخيم مقارنة بمساحته المحدودة.
  2. الأثر البيئي والصحي للبناء العمودي غير المخطط.
  3. دور الأونروا وتقلّص إمكاناتها التمويلية وانعكاس ذلك على التعليم والصحة والإغاثة.
  4. شهادات حية من سكان المخيم حول التغيرات التي شهدوها منذ السبعينيات وحتى موجات التصعيد الأخيرة.
  5. توصيات عملية للحكومة الفلسطينية والمانحين الدوليين لوضع خطة إنقاذ عاجلة.

يقول د. سامر الشوا، المدير العام لمؤسسة العودة للدراسات والتنمية: «يُعدّ مخيم جباليا نموذجاً حياً لاستمرار معاناة اللاجئين الفلسطينيين في غياب حل سياسي عادل وشامل. توثيق الحكاية يهدف ليس فقط إلى حفظ الذاكرة، بل أيضاً إلى حث صُنّاع القرار على اتخاذ خطوات فورية لوقف التدهور الإنساني».

من جهتها، تضيف السيدة أم محمد (70 عاماً)، إحدى أوائل سكان المخيم الذين هُجّروا عام 1948: «عشنا في خيام تُمزّقها الرياح، ثم في بيوت من الطوب، واليوم نعيش في طوابق متراكمة فوق بعضها. التحدي ليس البناء فقط؛ التحدي أن يبقى الأمل حيّاً في قلوبنا».

وتحث مؤسسة العودة في ختام تقريرها المجتمع الدولي على: • زيادة التمويل المخصص للأونروا لضمان استمرار خدماتها الأساسية.
• دعم مشاريع تطوير البُنى التحتية داخل المخيم بما يراعي المعايير الصحية والبيئية.
• العمل على حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين وفق القرارات الدولية، وفي مقدمتها حق العودة والتعويض.

الأونروا تنشر تقريراً جديداً يسلّط الضوء على تطوّر البنية التحتية والخدمات في أحد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين قبل عام 2023

في بيان صحفي صدر اليوم، كشفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) عن أحدث إحصاءاتها وبياناتها الميدانية التي توثق الازدهار الخدمي والبنائي الذي شهده أحد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين قبل أحداث الإبادة التي بدأت عام 2023.

على ضوء ما ورد في التقرير، كان المخيم يأوي أكثر من 119,540 لاجئاً مسجّلاً لدى الأونروا، وتميّز ببيئة عمرانية متنامية شملت شبكة طرق مطوّرة ومبانٍ سكنية محسّنة ومجموعة متكاملة من المرافق العامة والتجارية.

التفاصيل الكاملة للبيان تؤكد أنّ الأونروا أدارت في المخيم: • 26 مدرسة موزّعة على 16 مبنى مدرسياً لتوفير التعليم الأساسي والمتوسط.
• 3 مراكز صحية تقدّم خدمات الرعاية الأولية وتشمل عيادات طب الأسرة والتطعيم وصحة الأم والطفل.
• مكتبين للخدمات الاجتماعية يلبّيان احتياجات اللاجئين الأكثر هشاشة ويقدّمان مساعدات نقدية وعينية.

وتأتي هذه البيانات ضمن جهود الوكالة المستمرة لتوثيق الإنجازات السابقة وتسليط الضوء على التأثير الإنساني الواسع لبرامجها، وذلك في إطار حشد الدعم الدولي لإعادة تأهيل المخيم والحفاظ على استدامة الخدمات الأساسية.

قال فيليب لازاريني، المفوّض العام للأونروا:
“إن الأرقام التي نقدّمها اليوم ليست مجرد إحصاءات جامدة، بل هي شهادة حية على إرادة الحياة لدى مجتمع اللاجئين والتزام موظفي الأونروا الدؤوب بخدمة الإنسانية رغم التحديات غير المسبوقة”.

وأضافت ماري-آن ييتس، مديرة عمليات الأونروا في الإقليم:
“لم يكن هذا التطور ليتحقق لولا شراكاتنا مع الدول المانحة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المحلي ذاته. إن حماية هذه المكاسب وإعادة بنائها بعد عام 2023 واجب إنساني لا يحتمل التأجيل”.

غزة تسترجع مشاهد النكبة: 19 شهراً من الدمار يعيد سكان جباليا إلى الخيام بعد 77 عاماً

حذّرت منظمة الإغاثة الإنسانية الدولية (IHO) اليوم من كارثة إنسانية وشيكة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بعدما اضطرت آلاف العائلات إلى نصب خيام بدائية في نفس المواقع التي دمّر فيها الجيش الإسرائيلي منازلهم، في مشهد يعيد إلى الأذهان نكبة عام 1948.

على مدار 19 شهراً من العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثّفة، تحوّل المخيم الأكثر كثافة سكانية في القطاع إلى أرضٍ جرداء تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة: منازل مدمّرة، طرق ممزقة، خدمات صحية غائبة، وإمدادات غذائية ومائية شحيحة. ومع فقدان ما يقرب من 80٪ من البنية التحتية، أصبح أكثر من 120 ألف مدني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، يعيشون اليوم تحت أقمشة بالية لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء.

منذ اندلاع الحرب الأخيرة، وثّقت فرق التقييم الميداني في IHO ما يلي: • تدمير كامل أو جزئي لما يزيد على 18,000 وحدة سكنية في جباليا وحدها.
• تضرر 92٪ من شبكة الطرق الداخلية، وتحول شوارع المخيم إلى ممرات رملية تصعّب وصول سيارات الإسعاف.
• تراجع حاد في إمدادات المياه النظيفة، حيث يحصل الفرد على أقل من لتر واحد يومياً للاستخدامات كافة.
• عجز المستشفيات الميدانية عن استقبال أكثر من 30٪ من الحالات الحرجة بسبب نقص الأدوية والمعدات.

في هذا السياق، تناشد IHO المجتمع الدولي والوكالات الأممية سرعة التحرك لتوفير:

  1. مواد إيواء عاجلة كالأغطية والخيام المقاومة للعوامل الجوية.
  2. محطات تحلية متنقلة لضمان مياه آمنة للشرب.
  3. ممرات إنسانية آمنة لإدخال الإمدادات الطبية والغذائية.
  4. خطة إعادة إعمار عاجلة للبنية التحتية الأساسية، خصوصاً شبكات الطرق والصرف الصحي.

“نحن نشهد نكبة ثانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى” يقول اللاجئ جبر حسين علي (68 عاماً)، وهو يشير إلى صفوف الخيام المتراصة: “لم يبقَ لنا شيء؛ لا منازل، لا مدارس، لا شوارع. حتى كبار السن والأطفال يُقتلون تحت الأنقاض أو يموتون من قلة الدواء والماء”.
ويضيف علي: “عام 1948 كان ماضياً أليماً، أما اليوم فنحن نعيش فصلاً أكثر قسوة، وسط صمت دولي لا نعرف كيف نفسّره”.

من جانبه، أكد الدكتور سامي حداد، مدير مكتب IHO في غزة: “ما يجري في جباليا جريمة متواصلة ضد المدنيين. إعادة الناس إلى الخيام بعد 77 عاماً انتكاسة لإنسانيتنا جمعاء. إن لم يتم التدخل فوراً سنواجه موجة وفيات جماعية بسبب الجوع والأوبئة خلال أسابيع”.

وتُحمّل IHO المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والدول العربية، مسؤولية توفير الحماية اللازمة للمدنيين وضمان تطبيق القانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف الأعيان المدنية وفرض العقاب الجماعي.

جمعية الإغاثة الإنسانية الدولية تدق ناقوس الخطر: أوضاع مخيم جباليا أسوأ من النكبة و2.4 مليون إنسان مهدّدون بالمجاعة

في تقرير ميداني عاجل، حذّرت جمعية الإغاثة الإنسانية الدولية (IHRA) من تفاقم الأزمة الإنسانية في مخيم جباليا شماليّ غزة، مؤكدة أن الظروف الحالية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون هناك تتجاوز في قسوتها ما تعرّض له أجدادهم خلال نكبة عام 1948، في ظلّ إغلاق المعابر ومنع وصول المساعدات منذ أكثر من شهرين.

منذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل السلطات الإسرائيلية إغلاق جميع المعابر أمام تدفّق الإغاثة الإنسانية، ما دفع نحو 2.4 مليون فلسطيني في القطاع إلى حافة المجاعة. وفي مخيم جباليا، تحولت الخيام المصنوعة من القماش والنايلون إلى ملاذ هشّ لا يقي حر الصيف ولا برد الليل، بينما ينام الأطفال على الرمل بلا غذاء أو ماء صالح للشرب. وأكد شهود ميدانيون لجمعية الإغاثة الإنسانية الدولية أن وكالة الأونروا أعلنت نفاد مخزون الدقيق لديها منذ أسابيع، وأن العائلات فقدت أي وسيلة لإطعام صغارها.

تصف الجمعية المشهد الإنساني في المخيم بأنه “كارثة متعددة الأبعاد”:

  1. انعدام شبه كامل للبنية التحتية (منازل، خرسانة، دورات مياه).
  2. انقطاع تام للمواد الغذائية الأساسية، خصوصاً الدقيق.
  3. غياب الرعاية الصحية، بالتزامن مع انتشار الأمراض المرتبطة بسوء التغذية والمياه الملوّثة.

تطالب جمعية الإغاثة الإنسانية الدولية فوراً بما يلي:
• فتح المعابر بصورة عاجلة وبدون شروط لدخول المساعدات الغذائية والطبية.
• إنشاء ممرات إنسانية آمنة لنقل الدقيق والمياه والوقود.
• تمكين المنظمات الإنسانية من العمل الميداني المباشر داخل المخيمات وضمان سلامة طواقمها.

مع استمرار سياسة الحصار والتجويع، تحذر الجمعية من ارتفاع معدلات وفيات الأطفال وانهيار كامل للمنظومة الصحية والإغاثية في غزة خلال أسابيع قليلة ما لم يُتخذ إجراء دولي فوري.

“يتم تجويعنا للمرة الثانية منذ الإبادة”، هكذا لخّص أحد اللاجئين في جباليا معاناتهم لجمعية الإغاثة الإنسانية الدولية، في شهادة تعكس حجم اليأس والغضب المتصاعد بين السكان.

تصريحات

الدكتورة ليلى حمدان، المديرة التنفيذية لجمعية الإغاثة الإنسانية الدولية:
“إن حرمان الناس من الغذاء والماء جريمة لا يمكن تبريرها بأي ذريعة أمنية أو سياسية. المجتمع الدولي مطالب اليوم، قبل الغد، بالتحرّك لوقف المجاعة الوشيكة في غزة وفتح المعابر فوراً”
.

محمد صيام، منسق العمليات الميدانية في غزة:
“ما نشهده في جباليا يفوق وصف الكارثة؛ الخيام تتداعى، الأطفال ينامون جوعى، ولا بصيص أمل يلوح طالما المساعدات ممنوعة. نحن جاهزون لإدخال 5,000 طن من الدقيق والإمدادات الطبية فور حصولنا على إذن عبور”.

المرصد الفلسطيني لحقوق الإنسان يحذر: القوارض وخطط التهجير الإسرائيلي تهدد حياة آلاف النازحين في خيام غزة

وسط إشعال نار الكرتون وسماع صرخات الأطفال ليلاً، يطلق المرصد الفلسطيني لحقوق الإنسان اليوم نداءً عاجلاً لإنقاذ عشرات الآلاف من سكان الخيام في قطاع غزة، في ظل تزايد الأخطار الصحية وارتفاع وتيرة الدعوات الإسرائيلية لتهجير السكان قسراً إلى خارج القطاع.

معاناة اللاجئين في غزة دخلت مرحلة حرجة؛ فقد باتت القوارض والزواحف تتسلل إلى الخيام المهترئة، مسببة عضّات خطيرة قد تنقل أوبئة قاتلة كالطاعون. ويؤكد اللاجئ علي (45 عاماً) أن أحد أطفاله تعرّض لعضّة جرذٍ في منتصف الليل، في حادثة تتكرر باستمرار بين النازحين. ومع النقص الحاد في الأخشاب التقليدية التي كان اللاجئون يستخدمونها منذ عام 1948 للتدفئة والطهي، اضطر الأهالي إلى إحراق قصاصات الكرتون والبلاستيك والنايلون، ما يفاقم مخاطر التسمم ويزيد من سوء الأوضاع الصحية.

يفيد المرصد بأن الأزمات لا تقتصر على الجانب الصحي فحسب؛ إذ تتزامن مع تصاعد تصريحات إسرائيلية رسمية تعلن استعدادها لإعادة احتلال القطاع وفتح إدارة خاصة بوزارة الدفاع لتهجير الفلسطينيين. ففي مارس الماضي، صرّح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن هذه الاستعدادات، مؤكداً مخاوف المجتمع الدولي من خطة مدروسة لفرض التهجير القسري على سكان غزة.

في ضوء هذه التهديدات، يشدد المرصد على أن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ خطوات عاجلة:

  1. توفير تدخل صحي سريع للحد من انتشار الأوبئة بين النازحين.
  2. تأمين مواد تدفئة وطهي آمنة للحد من حرائق الخيام والتلوث.
  3. وقف سياسة العقاب الجماعي والحصار التي تزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية.
  4. الضغط الدبلوماسي لوقف أية محاولات تهجير قسري تتعارض مع القانون الدولي الإنساني.

رغم الظروف القاسية، يتمسّك سكان الخيام بحقهم في البقاء. يقول علي: «رغم القنابل والخوف والتجويع والحصار والحياة الصعبة، لن نترك المخيم. نحن ثابتون في هذه الخيام». ويضيف حسن، أحد قاطني المخيم: «لم يعد لدينا خشب نُشعل به النار، لكننا سنبقى هنا مهما حاولوا».

مدير المرصد الفلسطيني لحقوق الإنسان، الدكتور سامر أبو خليل، صرّح: «صمت المجتمع الدولي على هذه الانتهاكات يشجّع على تفاقمها. أبناء غزة يواجهون اليوم خياراً مستحيلاً بين الموت في الخيام أو التهجير القسري. نحمل الأمم المتحدة والدول المؤثرة مسؤولية التحرك الفوري».

نداء إنساني عاجل: مؤسسة الإغاثة الإنسانية العربية تطلق حملة لإعادة تأهيل منازل غزة بعد قصة صمود “أم كرم”

في مشهد يُجسّد معاناة آلاف العائلات الفلسطينية، تقف السيدة أم كرم العسكري (55 عامًا) بين أنقاض منزلها المكوّن سابقًا من ثلاثة طوابق، لتعيد بناء غرفة وحيدة تأويها بدلاً من حياة الخيام القاسية.

وسط ركام المنازل ونقصٍ حاد في مقومات الحياة الأساسية، أعلنت مؤسسة الإغاثة الإنسانية العربية اليوم عن إطلاق حملة إغاثية عاجلة لإعادة تأهيل المساكن المتضررة في قطاع غزة، مع التركيز على الحالات الأكثر ضعفًا مثل حالة أم كرم. وتشمل الحملة:

  1. توفير مواد بناء أساسية للعائلات التي تحاول ترميم منازلها بأيديها.
  2. تزويد النازحين بخيامٍ مُحسّنة لحين إعادة الإعمار الشامل.
  3. تقديم مساعدات غذائية ومياه نظيفة وخدمات صحية متنقلة.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، يعيش مئات الآلاف من النازحين حالياً في ظروف معيشية صعبة داخل خيام أو فوق أنقاض بيوتهم، في ظل غياب شبه تام للخدمات الصحية والمياه الصالحة للشرب. وتؤكد المؤسسة أن حملتها تستهدف جمع 10 ملايين دولار خلال الأسابيع الستة القادمة لاستكمال إعادة تأهيل 1,500 منزل متضرّر.

“لقد أعادتنا الإبادة الإسرائيلية عقودًا إلى الوراء”، تقول أم كرم وهي تمسح الغبار عن كتل الإسمنت المتهالكة. “كنت أسكن مع أشقائي هنا؛ اليوم أعيش وحدي، لكنني مصممة على إعادة بناء ما تهدّم”.

وقالت مديرة البرامج في مؤسسة الإغاثة الإنسانية العربية، هند الخطيب: “قصة أم كرم تجسّد روح الصمود الفلسطيني، لكنها تكشف أيضاً حجم الكارثة الإنسانية. نهدف من خلال هذه الحملة إلى توفير حدّ أدنى من الكرامة والسكن الآمن لآلاف الأسر”.

وأضاف المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: “نرحّب بأي مبادرات دولية أو عربية لإغاثة أهلنا؛ الاحتياجات تفوق قدراتنا الحالية بكثير”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى