وزراء خارجية العراق ومصر والأردن يرسّمون خارطة طريق للتعاون الثلاثي ويعلنون موقفاً موحّداً ضد حرب غزة والتهجير

عقد وزراء خارجية العراق ومصر والأردن اجتماعاً في بغداد أسفر عن اتفاقات عملية لتفعيل التعاون الاقتصادي والسياسي، وتبنّي موقف موحّد يرفض حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزّة وتهجير شعبه. يأتي الاجتماع قبيل القمّة العربية الـ34 المزمع عقدها في 17 أيار/مايو الجاري، ما يمنحه ثقلاً إضافياً على مسار العمل العربي المشترك.
شهد قصر ضيافة بغداد لقاءً ثلاثياً جمع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي. وركّز الوزراء على محورين رئيسيين:
- التعاون الثلاثي: وضع الوزراء جدولاً زمنياً لمشاريع مشتركة في مجالات الطاقة والنفط والربط الكهربائي، وأقرّوا آلية متابعة دورية تضمن التنفيذ السريع للاتفاقات السابقة وتوسيعها لتشمل النقل والتجارة البينية والأمن الغذائي.
- القضية الفلسطينية: جدّد الوزراء رفضهم القاطع للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، مطالبين المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته القانونية والإنسانية، والتدخل الفوري لوقف الحرب وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
كما بحث الاجتماع مسودّة البيان الختامي المتوقع صدوره عن القمة الثلاثية المرتقبة على هامش القمّة العربية في المنامة، مع التأكيد على رصّ الصفوف العربية لمعالجة أزمات المنطقة وفق مقاربة شاملة تقوم على الحوار واحترام سيادة الدول.
أبرز ما جاء في الاجتماعات:
• الاتفاق على عقد منتدى استثماري ثلاثي في بغداد خلال الربع الثالث من العام الجاري بمشاركة القطاع الخاص.
• تشكيل فريق فني مشترك لربط شبكة الغاز العراقية بمشروع الخط العربي الممتد إلى مصر والأردن.
• وضع خريطة طريق للتعاون في إعادة إعمار غزّة حال التوصّل لوقف إطلاق النار.
• تنسيق المواقف قبيل اجتماعات مجلس الأمن المقبلة الخاصة بالقضية الفلسطينية.
“هدفنا واحد: أمن واستقرار منطقتنا، وحقوق شعبنا الفلسطيني غير قابلة للمساومة.” هكذا لخّص الوزراء رؤيتهم المشتركة التي ستُرفع إلى اجتماع القمّة العربية.
قالوا:
فؤاد حسين، وزير الخارجية العراقي:
“الانسجام الواضح في رؤيتنا يبعث برسالة أمل لشعوبنا. نعمل على تحويل التعاون الثلاثي إلى واقع ملموس ينعكس على الاقتصاد والأمن الإقليمي.”
بدر عبد العاطي، وزير الخارجية المصري:
“أمن العراق والأردن ومصر مترابط. توحيد جهودنا الاقتصادية والدبلوماسية هو الضامن لردع محاولات تصدير الأزمات إلى منطقتنا.”
أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني:
“نرفض العدوان الصهيوني في غزة جملةً وتفصيلاً، ونطالب المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته وحماية المدنيين ومنع التهجير القسري.”
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت نحو 173 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وبخصوص سوريا جارة بلاده والعراق، قال الصفدي: “ندعم سوريا في إعادة بنائها”.
وطالب بـ”وقف العدوان الصهيوني على سوريا.. أمن سوريا ركيزة لأمن واستقرار المنطقة”.
ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد أواخر 2024، تكافح سوريا لمعالجة تحديات داخلية، أبرزها إعادة الإعمار، وخارجية يتقدمها الاحتلال والانتهاكات الإسرائيلية اليومية لسيادة البلاد.
أما عبد العاطي فقال: “نثمن كل التحضيرات العراقية لاحتضان القمة العربية في بغداد”.
واعتبر أن “انعقاد القمة العربية في بغداد دليل على استقرار وأمن العراق”.
وأضاف: “نواجه تحديات وجودية تمس الأمن القومي العربي”.
عبد العاطي شدد على أنه “لا استقرار بالمنطقة دون حل القضية الفلسطينية”.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
وأردف عبد العاطي: “اقتربنا من 70 يوما دون إدخال أي مساعدات إلى غزة، وهذا أمر مخجل للمجتمع الدولي”.
وشدد على أن “منع دخول المساعدات إلى غزة أمر لا يمكن السكوت عنه”.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل المعابر بوجه المساعدات الإنسانية، ما أدخل غزة في مجاعة.
ومضى عبد العاطي قائلا: “اتفقنا على رفض تهجير سكان قطاع غزة”.
وتسعى مصر إلى تفعيل خطة اعتمدتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في مارس الماضي، وتهدف لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتكلف نحو 53 مليار دولار.
لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.