الإمارات تعلن عن خطة استثمارية تاريخية مع الولايات المتحدة بقيمة 1.4 تريليون دولار خلال عقد واحد
كشف محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات عن اعتزام بلاده ضخ استثمارات مشتركة مع الولايات المتحدة تصل إلى 1.4 تريليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.
خلال جلسة مباحثات رسمية عُقدت في قصر الوطن بأبوظبي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد الجانبان التزامهما بتعميق الشراكة الاستراتيجية وتعزيز التعاون في مجالات الاستثمار والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والصناعات التحويلية، بما يرسخ موقع البلدين كبؤرتين للابتكار والنمو المستدام.
على مدار اللقاء، استعرض الوفدان برامج الشراكة المقترحة وهيكليتها التمويلية، إلى جانب آليات تسريع تنفيذ المشاريع الكبرى التي يُرتقب أن تولّد مئات الآلاف من فرص العمل وتدعم جهود التحول نحو اقتصاد معرفي متنوع. كما تم التوافق على تشكيل فرق عمل مشتركة للإشراف على مبادرات البحث والتطوير، وتنظيم منتديات استثمارية دورية لتسهيل تبادل الخبرات وتمكين القطاع الخاص من اغتنام الفرص الجديدة.
وتطرّقت المباحثات إلى أبرز القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها مساعي وقف إطلاق النار في قطاع غزة واحتواء التصعيد في الشرق الأوسط. وشدّد الجانبان على ضرورة البناء على الزخم الدبلوماسي الراهن لدفع عملية السلام وفق حل الدولتين، بما يضمن الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.
في ختام الاجتماع، رحّب الرئيس الأمريكي بالدعوة الإماراتية لتوسيع مجالات التعاون، مشيراً إلى أن العلاقات الثنائية أصبحت نموذجاً عالمياً للتكامل الاقتصادي والتنموي، بينما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أن بلاده ماضية في ترسيخ شراكاتها مع الولايات المتحدة بما يخدم ازدهار الشعبين ويسهم في تحقيق السلام والازدهار العالميين.
“نحن على ثقة بأن استثماراتنا المشتركة ستحدث أثراً تحولياً ليس فقط على مستوى اقتصادينا، بل على مستوى الاستقرار والتنمية في المنطقة بأسرها”، قال سموه.
تصريحات
محمد بن زايد آل نهيان: “تجسّد هذه الاستثمارات رؤية طويلة الأمد لشراكة إماراتية-أمريكية قائمة على الابتكار والفرص المتبادلة؛ وستكون محركاً رئيسياً لنمو اقتصادي شامل ينعكس خيره على المنطقة والعالم”.
دونالد ترامب: “إن التزام الإمارات بضخ هذا الحجم غير المسبوق من الاستثمارات يؤكد ثقتها في الاقتصاد الأمريكي ويعزز جهودنا المشتركة لخلق وظائف عالية القيمة وتطوير تقنيات تقود المستقبل”.
وخلال الأيام الثلاثة من جولة ترامب التي بدأت الثلاثاء، قتل الجيش الإسرائيلي نحو 260 فلسطينيا، مقارنة بـ78 قتيلا في الأيام الثلاثة السابقة لها، وفق رصد مراسل الأناضول لبيانات وزارة الصحة بغزة.
وأكد الرئيسان الإماراتي والأمريكي، بحسب الوكالة، “حرصهما على مواصلة تعزيز علاقات التعاون الإستراتيجي بين البلدين في ظل الاهتمام الذي توليه قيادتاهما لتطوير هذه العلاقات بما يحقق مصالحهما المشتركة”.
ونقلت عن رئيس الإمارات قوله، إن أبوظبي وواشنطن “ترتبطان بصداقة متينة على مدى عدة عقود كانت دولة الإمارات خلالها شريكاً موثوقاً للولايات المتحدة”.
وأشار إلى “الشراكة القوية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة من أجل المستقبل والتي عززها دعم فخامته خاصة في مجالات الاقتصاد الجديد والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي”.
وشهد الرئيسان إعلان تدشين “مركز بيانات للذكاء الاصطناعي بسعة 1 جيجاوات” وهو جزء من مجمع ذكاء اصطناعي مشترك بين الإمارات والولايات المتحدة، وفق الوكالة.
ومنح رئيس الإمارات ترامب وسام الشيخ زايد الرفيع في البلاد.
في وقت لاحق، أشاد ترامب بالعلاقات بين واشنطن وأبوظبي، وأكد لنظيره الإماراتي أثناء توقيعه على سجل الضيوف، أنها “ستكون أفضل وأقوى”.
وبينما يختتم ترامب جولته في الشرق الأوسط غدا الجمعة، قال إنه قد يغادر إلى وجهة غير معلومة لكن من المحتمل أيضا أن يعود إلى واشنطن مباشرة.
تجدر الإشارة إلى أن جولة الرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط تقتصر على ثلاث دول هي السعودية وقطر والإمارات.
في وقت سابق الخميس، بدأت مباحثات رسمية بين الرئيسين الإماراتي والأمريكي بأبوظبي، التي تعد ثالث محطات ترامب والأخيرة في جولته الخليجية.
وتلي محادثات الرئيسين الإماراتي والأمريكي مراسم لتوقيع اتفاقيات في مجالات لا سيما الدفاع والأمن والذكاء الاصطناعي والتجارة، بحسب ما ذكرته قناة سكاي نيوز الإماراتية.
وفي وقت سابق الخميس، زار ترامب جامع الشيخ زايد (أحد أكبر مساجد العالم)، رافقه خلالها ولي عهد أبوظبي خالد بن محمد بن زايد، وفق وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
وتعد هذا أول زيارة لرئيس أمريكي للإمارات منذ 17 عاما، حسب ما ذكرته سفارة واشنطن بأبوظبي على منصة إكس، الأربعاء، بعد زيارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، في يناير/ كانون الثاني 2008.
والثلاثاء، بدأ ترامب أول جولة خليجية بولايته الثانية التي بدأت في 20 يناير الماضي، واستهلها بالسعودية ثم زار قطر، ومن المقرر أن يختتمها الجمعة، حسب المعلن أمريكيا.
وكانت زيارة ترامب للدوحة ثاني زيارة يجريها رئيس أمريكي بعد زيارة جورج بوش الابن في 2003، فيما مثلت زيارته للسعودية الأولى بولايته الثانية، والثانية خلال 8 سنوات بعد زيارة سابقة للرياض في 2017 بولايته الأولى.
