الدفاع المدني الفلسطيني أكثر من 100 شهيد وعشرات المفقودين تحت الأنقاض جراء استهداف 11 منزلاً مأهولاً شمال غزة.

أكد جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة سقوط أكثر من 100 شهيد، بينهم 50 جثماناً جرى انتشالها منذ فجر الجمعة، بينما لا يزال ما يزيد على 50 شخصاً آخرين تحت أنقاض 11 منزلاً مأهولاً تعرّضت لقصف جوي إسرائيلي مكثّف في بلدات ومخيمات شمال القطاع.
منذ ساعات الفجر الأولى، انتشرت طواقم الإنقاذ والإسعاف في بيت لاهيا، جباليا، مخيم جباليا وبيت حانون، لتجد نفسها أمام حجم دمارٍ واسع منع وصول المعدات الثقيلة إلى بعض الأحياء المكتظة بالسكان. كما واجه المسعفون صعوبات بالغة بعد استهداف الجيش الإسرائيلي لسيارات الإسعاف خلال محاولتها إنقاذ المصابين ونقل الجثامين، ما أسفر عن تأخر عمليات الإجلاء وارتفاع حصيلة الضحايا.
تعمل فرق الدفاع المدني على مدار الساعة لفتح ممرات آمنة والوصول إلى الجثامين الملقاة في الطرقات، وسط استمرار القصف الذي يعوق عمليات البحث والإنقاذ. وتشير التقديرات الميدانية إلى وجود أسر بأكملها ما زالت عالقة تحت الركام، في وقتٍ تعاني فيه المستشفيات المحلية من نقص حاد في الإمدادات الطبية والوقود.
تقرير الدفاع المدني أوضح أن القصف طال منازل مأهولة بالسكان دون سابق إنذار، ما أدى إلى تدميرها بالكامل ووقوع أعداد كبيرة من الإصابات الحرجة، إلى جانب الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية من شبكات مياه وكهرباء وطرق رئيسية.
“نعيش كارثة إنسانية متصاعدة، وأرواح المدنيين على المحك مع كل دقيقة تأخير في عمليات الإنقاذ”، يؤكد المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني محمود بصل، مضيفاً: “لا تزال جثامين الشهداء في الشوارع، ولا نستطيع الوصول إليها بسبب كثافة القصف. إن التعرّض المباشر لسيارات الإسعاف يعقّد مهمتنا ويخالف كل القوانين والأعراف الدولية”.
من جانبه، شدد مدير عام الدفاع المدني في غزة العميد أحمد الكيلاني على ضرورة توفير ممر إنساني عاجل يسمح بدخول فرق الإنقاذ الدولية والمساعدات الطبية: “لقد استنفدنا قدراتنا التشغيلية في ظل انقطاع متواصل للكهرباء وشحّ الوقود. ندعو المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لحماية المدنيين وضمان سلامة الطواقم الطبية”.
يأتي هذا التصعيد فيما تتواصل الغارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما يهدد بارتفاع عدد الضحايا ويجعل من مهام الإنقاذ والإغاثة سباقاً مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.