الولايات المتحدة تسحب حاملة الطائرات “هاري ترومان” من الشرق الأوسط وسط اتفاق تهدئة مع الحوثيين

أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، اليوم الجمعة، أن حاملة الطائرات “هاري ترومان” بدأت بمغادرة منطقة الشرق الأوسط، دون وجود خطط حالية لإرسال بديل عنها، في خطوة تعكس تغيرًا في قواعد الانتشار العسكري الأميركي بالمنطقة، عقب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحوثيين في اليمن.
ويأتي ذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 مايو الجاري، أن جماعة الحوثي “استسلمت” وطلبت من واشنطن وقف الغارات الجوية عليها، مضيفًا أن القوات الأمريكية ستوقف قصف مواقع الحوثيين بعد أن أبدوا رغبتهم في التهدئة، ووقف استهداف ممرات الشحن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وكان ترامب قد أدلى بتصريحاته خلال لقائه برئيس الوزراء الكندي مارك كارني في البيت الأبيض، قائلاً: “الحوثيون قالوا إنهم لا يريدون القتال بعد الآن، وبالتالي سنوقف الغارات فورًا”.
في السياق ذاته، وصفت وزارة الخارجية الأمريكية الاتفاق بـ”الاختبار الحقيقي لجدية الحوثيين”، مؤكدة أن سلطنة عمان لعبت دور الوسيط في التوصل إلى هذه التهدئة، حيث أبلغ الحوثيون عبرها استعدادهم لوقف الهجمات على السفن الأميركية.
من جهته، أوضح وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي أن الاتفاق يشمل “توقفاً متبادلاً للأعمال العدائية، بما فيها الهجمات على السفن”، مشيرًا إلى أن الاتصالات المكثفة التي أجرتها مسقط خلال الأسابيع الماضية أسفرت عن هذا التفاهم.
وبحسب شبكة CNN، تلقى الجيش الأمريكي مساء الإثنين تعليمات رسمية بوقف الضربات الجوية ضد الحوثيين، مما يعكس تحولًا كبيرًا في الموقف الأمريكي بعد أسابيع من التصعيد العسكري في البحر الأحمر.
ويأتي سحب “هاري ترومان” وسط تساؤلات حول مستقبل الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، في وقت تتجه فيه واشنطن لإعادة ضبط أولوياتها الاستراتيجية، وفتح قنوات سياسية جديدة في ملفات ساخنة أبرزها اليمن.