
هل ماتت الأمة؟.. سؤال يتردد على ألسنة الكثيرين، وهم يشاهدون شلالات الدم في غزة، وأشلاء الأطفال تحت ركام البيوت، والمساجد تُهدم، والأقصى يُحاصر، والأمة صامتة، خانعة، تستقبل العدو لا بالرفض ولا بالغضب، بل بالمواكب والسجاد الأحمر والاتفاقيات الخائنة. ولكن، ورغم هذا السواد، تبقى الحقيقة التي لا يبدلها واقع ولا يُنهيها ضعف: “هذه أمة لا تموت”
“واقع الهوان والاستسلام”
ما تعيشه الأمة الإسلامية اليوم ليس مجرد ضعف عابر، بل هو مرحلة من الهوان المركب.
استسلام للعدو العقائدي، حيث يتزعم “الشيطان الأكبر”، ممثل الصهيونية المسيحية العالمية، حربًا شاملة على الأمة، ينهب ثرواتها، ويزرع قواعده، ويُمكّن للكيان الصهيوني من التمدد، والتطبيع، ويفرض اتفاقيات الاستسلام مثل اتفاقيات”أبراهام”، لتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية.
مليارات تُهدر في ترف الملوك والسلاطين، بينما يُحاصر أهل غزة ويُذبحون جوعًا وقهرًا. موائد عشاء تتكلف مليون دولار، كفيلة بإطعام آلاف الأسر الفلسطينية لأيام.
صمت الشعوب، وقمع الأصوات الحرة، وهيمنة أنظمة مستبدة، جعلت من بقاء الكرسي هدفها الأسمى، ولو كان الثمن هو بيع القدس، وقتل الشريعة، وإبادة الهوية الإسلامية.
“المشروع الصهيوني– الصليبي.. مراحل التنفيذ”.
الصهيونية العالمية لم تعد فقط مشروعًا لاحتلال فلسطين، بل أصبحت منظومة استعماريةفكرية واقتصادية وثقافية تستهدف الأمة كلها على النحو التالى:
- تفكيك الدولة الوطنية وتقسيم المجتمعات، باستخدام الطائفية والعرقية والتكفير والإلحاد المنظم.
- تصفية القضية الفلسطينية من خلال التطبيع، وتجريم المقاومة، وتحويل الكيان الصهيوني إلى شريك إقليمي.
- محاصرة الإسلام الحقيقي، واستبداله بإسلام مزيف تابع، يُبرر الطغيان، ويُؤيد التطبيع، ويحارب الجهاد والمقاومة.
“هل كتب الله للأمة الهلاك؟ أم أن البشارة قادمة؟”.
مهما اشتدت الخطوب، فإننا مؤمنون بقول الله تعالى: “وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ” [آل عمران:139].
هذه الأمة تمرض، لكنها لا تموت.
تضعف، لكنها لا تسقط. تسكت، لكنها في لحظة واحدة قد تثور وتفاجئ التاريخ.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك.” [رواه مسلم].
- “عوامل النهضة وبشائر العودة”
النهضة ليست أملًا شاعريًا، بل فريضة شرعية ومسؤولية تاريخية، تبدأ بـ:
1- العودة إلى الله بصدق وتوبة جماعية، قال تعالى:
“إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” [الرعد:11]. - 2- إحياء فقه الجهاد والمقاومة، وتربية الأجيال على حب الاستشهاد لا حب الحياة.
- 3- وحدة الصف الإسلامي المقاوم، ونبذ الخلافات الوهمية، والعمل على بناء جبهة إسلامية شعبية تتجاوز حدود الأنظمة العميلة.
- 4- التعبئة الثقافية والفكرية والإعلامية، لفضح المشروع الصهيوني– الصليبي، وتحريك ضمير الأمة من أقصاها إلى أقصاها.
- 5- المشاركة الشعبية الشاملة، فالمعركة مع الاحتلال لا تخص غزة وحدها، بل هي معركة الأمة جميعًا، كلٌ بحسب موقعه: بكلمة، بدعاء، بدعم، بصوت، بثورة.
ختامًا: أفيقوا يا مسلمون
كفانا نومًا، كفانا تفرجًا على المذابح. هذه الأرض المباركة تنتظر من يحررها، والأقصى يناديكم. قوموا.. موتوا على ما مات عليه نبيكم، عيشوا غرباء.. ولكن مؤمنين، ان النصر آتٍ، وان التمكين وعد رباني لمن صدقوا.
“وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ” [الحج:40].
“وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” [يوسف:21]