رغم فشل التقدم بالمفاوضات.. الوفد الإسرائيلي يبقى في الدوحة وسط اتهامات بتعمد “إفشالها”

أفادت وسائل إعلام عبرية، الجمعة، أن الوفد الإسرائيلي المفاوض سيبقى في العاصمة القطرية الدوحة حتى مساء السبت على الأقل، رغم تعثر المفاوضات وعدم تقديم تل أبيب أي مقترحات جديدة، وسط اتهامات بتعمد “إفشال” المحادثات تمهيدًا لاستئناف العدوان على غزة.
ونقل موقع “واللا” العبري عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن أعضاء الوفد أوصوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمواصلة البقاء في الدوحة، “لأن الأمل لم ينتهِ بعد بالكامل”.
وأضاف أن المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) سيجتمع الأحد المقبل لبحث توسيع العملية العسكرية في القطاع.
وأكدت مصادر دبلوماسية مطلعة للموقع ذاته أن الوسطاء القطريين وصفوا الجولة الحالية بأنها “الأسوأ”، مشيرين إلى أن الوفد الإسرائيلي “لم يأتِ بنية تفاوض جادة”، في حين رأت مصادر أخرى أن الوفد حضر فقط “لإفشال المفاوضات وتبرير استئناف الحرب”.
رغم الضغوط الأمريكية، لم يمنح الوفد الإسرائيلي تفويضًا كافيًا للتحرك، حيث يقتصر دوره على مناقشة مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، القائم على إطلاق سراح 10 أسرى فقط، فيما يتجاهل أي انفتاح نحو وقف شامل لإطلاق النار أو حل جذري.
وتزامن تعثر المحادثات مع تصعيد دموي كبير على الأرض، حيث كثّف الجيش الإسرائيلي قصفه لغزة خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 378 فلسطينياً خلال أربعة أيام فقط، وفق وزارة الصحة في غزة، ما يُعدّ تصعيدًا غير مسبوق منذ بدء العدوان.
وبحسب الإعلام العبري، يصر نتنياهو، المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، على تحقيق “الخضوع التام” لحركة حماس بالقوة، رغم تحذيرات من أن هذا التوجه يضاعف الأخطار على حياة الأسرى الإسرائيليين في غزة، الذين يقدر عددهم بـ58 أسيرًا، بينهم نحو 20 على قيد الحياة.
وكانت المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل قد بدأت في يناير الماضي، بوساطة قطرية ومصرية، إلا أن نتنياهو أوقف تنفيذ مرحلتها الثانية منتصف مارس الماضي، لصالح نهج عسكري تصعيدي مدعوم من أقصى يمين حكومته.
منذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي كامل، إبادة جماعية ممنهجة في غزة، أسفرت عن استشهاد نحو 173 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، بينهم آلاف الأطفال والنساء، مع استمرار فقدان أكثر من 11 ألف شخص تحت الأنقاض أو في ظروف غير معلومة.