سلطة الإطفاء والإنقاذ في إسرائيل تعلن حالة الطوارئ الشاملة بسبب حريق وادي طريق 9 في القدس

اتّسعت رقعة حريق اندلع فجر اليوم في وادٍ ملاصق للطريق رقم 9 بالقدس الغربية، مهدِّداً أحياء سكنية ومسارات المشي وركوب الدراجات المجاورة، ما دفع سلطة الإطفاء والإنقاذ إلى رفع درجة الاستنفار وإرسال عشر فرق إطفاء مزوّدة بطائرات رشّ مائي ودعم لوجستي متقدّم.
على مدار الساعة الأولى من البلاغ، نجح رجال الإطفاء في إبطاء الجبهة الأمامية للنيران، إلا أن قوة الرياح وارتفاع درجات الحرارة أدّيا إلى انتشار ألسنة اللهب بشكل متسارع باتجاه الأحياء السكنية القريبة من شعفاط وراموت، فيما تعمل الطواقم حالياً على إنشاء خطوط عزل واقية ومنع امتداد الحريق إلى الكتل السكنية والبنى التحتية المجاورة للطريق الحيوي.
تأتي هذه الواقعة بعد أقل من أسبوعين على سلسلة حرائق ضخمة ضربت منطقتَي القدس وتل أبيب وأتت على نحو 20 ألف دونم من الغطاء الحرجي، الأمر الذي يعزّز مخاوف السلطات من موسم حرائق قاسٍ هذا الصيف. وفي ضوء عدم وجود أدلة على عمل متعمّد حتى الآن، تركّز التحقيقات الأولية على العوامل المناخية وظروف الطقس المتطرّف.
إجراءات ميدانية ومستجدات رئيسية: • نشر 10 فرق ميدانية تضم أكثر من 70 رجل إطفاء و15 آلية ثقيلة.
• تشغيل طائرتَي إطفاء لتنفيذ عمليات رشّ مائي مكثّف في المناطق الوعرة.
• إغلاق مقطعين من الطريق رقم 9 وتحويل حركة المرور إلى طرق بديلة حفاظاً على سلامة المدنيين.
• فتح مركز طوارئ لتلقّي البلاغات على مدار 24 ساعة والتنسيق مع الشرطة وبلدية القدس وخدمات الإسعاف.
• إصدار توصيات للسكان بإخلاء طوعي للمنازل الواقعة في محيط كيلومتر واحد من بؤرة الحريق، وإغلاق النوافذ وتشغيل أجهزة تنقية الهواء.
تاريخ الحرائق الأخيرة وسياقها: شهدت إسرائيل منذ مطلع مايو سلسلة حرائق غير مسبوقة منذ سنوات، أفضت إلى إجلاء عشر بلدات وإصابة 21 شخصاً. ورغم توقيف ثلاثة أشخاص للاشتباه بحرق متعمد شمال القدس، فقد أُطلق سراحهم لاحقاً لعدم كفاية الأدلة، ما يسلّط الضوء على أهمية تشديد إجراءات الوقاية والكشف المبكر.
خطوات وقائية توصي بها سلطة الإطفاء والإنقاذ:
- الامتناع عن إشعال نيران في المناطق المفتوحة حتى إشعار آخر.
- الحفاظ على مسافة آمنة بين المواقع السكنية والأعشاب الجافة عبر إزالة المخلفات القابلة للاشتعال.
- تجهيز طفايات حريق في المنازل والسيارات والتأكّد من صلاحيتها.
- الإبلاغ الفوري عن أي دخان أو لهب عبر الرقم 102.
مع ارتفاع مؤشر خطورة الحرائق إلى المستوى “الأحمر”، تؤكد السلطة أن سرعة استجابة الجمهور واتباع التعليمات يسهمان بصورة حاسمة في حماية الأرواح والممتلكات.
المفوّض العام لسلطة الإطفاء والإنقاذ، ددي سيمحي، صرّح قائلاً: “نواجه اليوم ظروفاً مناخية مثالية لانتشار النيران، ومع ذلك نضع كل مواردنا البشرية والتكنولوجية في الميدان لمنع تكرار سيناريو حرائق مطلع الشهر. نطلب من المواطنين التعاون الكامل، والإبلاغ عن أي مصدر حريق فوراً”.
من جانبه، قال ناطق بلدية القدس، أمنون ميراف: “نعمل بالتنسيق الوثيق مع سلطة الإطفاء والشرطة لتأمين طرق الإخلاء وتهيئة مراكز استقبال عند الحاجة. الأولوية القصوى هي سلامة السكان واستمرارية الخدمات الأساسية”.