قمة بغداد: التحديات والآمال.. مستقبل غزة وسوريا إلى أين؟

افتُتحت السبت القمة العربية الرابعة والثلاثون وسط حرارة بلغت 38 درجة وملفات ملتهبة أبرزها العدوان على غزة وعودة سورية إلى مقعدها. وتأتي الاجتماعات في ظل تحذيرات من كارثة إنسانية بعدما خلفت الحرب الإسرائيلية أكثر من 173 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، و11 ألف مفقود. ويبحث القادة توحيد مواقفهم إزاء أزمات اليمن والسودان والصومال وليبيا، وتنسيق رؤاهم حول مفاوضات طهران–واشنطن ومستقبل الأمن الإقليمي.
تنعقد القمة وسط تحذيرات دولية متزايدة من كارثة إنسانية وشيكة في قطاع غزة، حيث تواصل إسرائيل حرب إبادة راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 173 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود. كما يسعى القادة العرب إلى بلورة موقف موحد حيال أزمات اليمن والسودان والصومال وليبيا، وتنسيق الرؤى بشأن المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن ومستقبل الأمن الإقليمي.
على أرض العاصمة العراقية، التي تستقبل القمة للمرة الرابعة منذ تأسيس الجامعة، اكتملت الاستعدادات اللوجستية والأمنية لاستقبال الوفود رفيعة المستوى، فيما رفرفت أعلام الدول الأعضاء في شوارع بغداد إيذاناً بعودة العراق إلى دوره المحوري في لمّ الشمل العربي.
تناقش الجلسات المغلقة ثلاثة محاور رئيسية:
- وقف فوري لإطلاق النار في غزة وفتح الممرات الإنسانية وإرسال مساعدات عاجلة.
- خريطة طريق لإنهاء النزاعات الداخلية في دول الأزمات، مع مبادرات لإعادة الإعمار ودعم مسارات التسوية السياسية.
- صياغة استراتيجية أمنية جماعية تعزز التنسيق العربي في ملفات الطاقة والمياه والأمن السيبراني.
من المقرر أن يصدر عن القمة “إعلان بغداد” الذي سيؤكد على: • رفض مطلق لكل أشكال العدوان على المدنيين.
• الالتزام بوحدة أراضي الدول العربية وسيادتها.
• دعم مسار الحل السياسي في سورية، وتكثيف الجهود لإعادة اللاجئين.
• إطلاق صندوق عربي طارئ لإغاثة غزة بقيمة أولية قدرها مليار دولار.
الجهود العراقية لاقت ترحيباً واسعاً من الدول الأعضاء، في وقت أعرب المجتمع الدولي عن أمله بأن تفرز القمة قرارات عملية توقف نزيف الدم وتفتح باب الاستقرار في المنطقة.
“أجندة بغداد” الثقافية والاقتصادية المصاحبة للقمة ستشهد أيضاً منتدى لرجال الأعمال العرب، يهدف إلى تعزيز الاستثمار في العراق وفتح آفاق الشراكات الإقليمية المشجعة على النمو والتكامل.
من المنتظر أن يختتم القادة أعمالهم مساء السبت بجلسة علنية تعتمد القرارات النهائية قبل مغادرة الوفود، على أمل أن تكون بغداد منصة انطلاق لمرحلة عربية جديدة قوامها التضامن والقدرة على صنع السلام.
“العراق يعود اليوم إلى دوره الريادي، وأمتنا العربية ترسل من بغداد رسالة قوة ووحدة إلى العالم أجمع.”
“إن وقف المأساة في غزة هو أولوية إنسانية وأخلاقية قبل أن يكون هدفاً سياسياً.”
“عودة سورية خطوة أساسية نحو تكامل عربي يعالج الجذور العميقة للأزمات.”
“ينبغي أن يشكل إعلان بغداد خارطة طريق عملية لا تُترك في الأدراج.”
بغداد تحتضن القمة العربية الرابعة بعنوان «حوار وتضامن وتنمية» السبت المقبل
في حدثٍ تاريخي يعكس عودة ثقل العراق إلى الساحة الإقليمية، تستقبل العاصمة بغداد، السبت، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية للمشاركة في دورتها العادية الـ 34 تحت شعار «حوار وتضامن وتنمية»، لتكون بذلك المرّة الرابعة التي ينعقد فيها المحفل العربي الأرفع على أرض الرافدين.
بعد غيابٍ امتدّ لثلاثة عشر عاماً منذ قمة عام 2012، يعود القصر الحكومي في المنطقة الخضراء ليتحوّل إلى نقطة التقاء عربي محوري، في أول اجتماع للقادة العرب منذ التغييرات الجوهرية التي شهدتها الساحة السورية نهاية عام 2024 وإعلان الولايات المتحدة نيتها رفع العقوبات عن دمشق.
من 2 إلى 5 تشرين الثاني/نوفمبر 1978 دوّى صوت بغداد اعتراضاً على اتفاقية كامب ديفيد، ثم أعادت جمع القادة استثنائياً في أيار/مايو 1990 لمناقشة الأمن القومي العربي، وصولاً إلى قمة آذار/مارس 2012 التي جمّدت عضوية سوريا. اليوم تستعيد بغداد دورها كـ«منصة التوافق» حاملةً أجندة طموحة تتصدرها ملفات تعزيز العمل العربي المشترك، إعادة الإعمار، الأمن الغذائي، التكامل الاقتصادي، وتحويل الطاقة.
وفي إطار التحضيرات اللوجستية، أصدرت وزارة الداخلية العراقية توجيهات بحظر التظاهر خلال الفترة 11–20 أيار/مايو حرصاً على سلامة الوفود واستمرارية جدول الأعمال، مؤكدة توقيف كل من يخالف التعليمات. ويعمل أكثر من 15 ألف عنصر أمني و12 فريقاً فنياً على تأمين محيط المنطقة الخضراء والمطار والفنادق الرئاسية، فيما جُهّز مركز إعلامي حديث يسع 1 500 صحافي.
يتوقّع أن يبحث القادة:
• إعادة شغل سوريا مقعدها رسمياً وإطلاق خطة عربية – دولية لدعم التعافي الاقتصادي.
• تبنّي «إعلان بغداد» حول الأمن المائي والغذائي وتغيّر المناخ.
• إنشاء صندوق عربي للاستثمار في البنية التحتية الرقمية بقيمة 10 مليارات دولار.
• آليات خفض التوتر الإقليمي وتعزيز الشراكات مع القوى الدولية على قاعدة الاحترام المتبادل.
على هامش القمة، تستضيف بغداد منتدىً اقتصادياً بمشاركة 250 شركة عربية وعالمية، فيما يُعقد الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية مساء الجمعة لصياغة مشاريع القرارات تمهيداً لرفعها إلى القادة.
«حوار وتضامن وتنمية» ليس مجرّد شعار، بل برنامج عمل متكامل ترنو من خلاله بغداد إلى إعادة تموضع النظام العربي عبر منصة جامعة تعيد الثقة للمواطن العربي وتفتح آفاق التكامل بين المشرق والمغرب والخليج.
«إن عودة القمم إلى بغداد هي رسالة واضحة بأن العراق استعاد عافيته ودوره الريادي في البيت العربي»، يقول الناطق الرسمي باسم الحكومة باسم العوادي، مشدداً على أن «قمة بغداد تجسّد إرادة جماعية لطيّ صفحات الخلاف والعمل على تعميق الشراكات الحيوية».
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي اعتبر أن «استضافة العراق للدورة الحالية تعكس روحاً جديدة من التضامن وتؤكد أن بغداد باتت رقماً صعباً في معادلة الاستقرار الإقليمي».
من جهته، رحّب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالقادة الضيوف قائلاً: «إننا نفتح أبواب بغداد لكل الأشقاء بعزيمة موحّدة لبناء مستقبل مزدهر تقوم ركائزه على التنمية المشتركة واحترام السيادة».
بغداد تحتضن ثلاث قمم عربية مفصلية في يوم واحد لتعزيز التكامل والأمن الإقليمي
تستعد العاصمة العراقية، يوم السبت المقبل، لحدث تاريخي غير مسبوق تشهده المنطقة الخضراء، حيث يلتقي القادة والزعماء العرب في ثلاث قمم متعاقبة لبحث ملفات مصيرية تتعلق بالأمن الغذائي والاقتصاد الأخضر والطاقة والتكامل الإقليمي.
تنطلق الفعاليات صباحاً بالقصر الحكومي داخل المنطقة الخضراء باجتماع القمة العربية العادية الرابعة والثلاثين على مستوى الملوك والرؤساء، يعقبها بعد الظهر انعقاد القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، ثم تُختتم الأعمال مساء اليوم ذاته بقمة آلية التعاون الثلاثي التي تجمع العراق ومصر والأردن.
وستناقش القمة التنموية مجموعة من المبادرات النوعية يأتي في مقدمتها: • إطلاق مجلس وزراء عرب للتجارة لتنسيق السياسات التجارية البينية.
• تأسيس مركز عربي للذكاء الاصطناعي لدعم مسارات التحول الرقمي.
• مشاريع الربط الكهربائي وتطوير البنية التحتية للطاقة دعمًا للاقتصاد الأخضر.
• برامج تمكين المرأة والشباب وتطوير التعليم والصحة لضمان تنمية شاملة ومستدامة.
أما قمة آلية التعاون الثلاثي فستركّز على تعظيم الشراكات الاستراتيجية في مجالات الطاقة والنقل والتجارة والأمن، إضافة إلى تنسيق المواقف حيال القضايا الإقليمية بما يعزز الاستقرار ويخدم مسيرة التكامل العربي.
ومن المنتظر أن تُصدر القمم الثلاث سلسلة من القرارات والتوصيات التي تمهد لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك، في ظل تحديات عالمية تتطلب تكاتف الجهود وتفعيل القدرات الاقتصادية والتكنولوجية للدول العربية.
قال باسم العوادي، الناطق باسم الحكومة العراقية: “بغداد تعود اليوم منصةً جامعةً للعرب، حاملةً رسالة تعاون وتضامن في مواجهة التحديات. إن مخرجات هذه القمم ستمثل خريطة طريق لتعزيز الأمن الغذائي والطاقي والرقمي في منطقتنا”.
وأضاف مسؤول بارز في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية: “اجتماع القادة في مكان وزمن واحد بهذا الزخم يعكس إرادة سياسية واضحة لدفع عجلة التنمية المشتركة، وترجمة تطلعات الشعوب العربية إلى خطوات عملية ملموسة”.
8 بنود وبشأن قمة القادة، سيتضمن جدول الأعمال “
8 بنود رئيسية تغطي ملفات الأمن القومي العربي، خاصة بغزة، ومكافحة الإرهاب، الأزمات في سوريا والسودان واليمن وليبيا، التضامن مع لبنان، وقضايا المياه وعلى رأسها السد الإثيوبي ، إلى جانب التطورات المرتبطة بالجولان السوري المحتل والاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية”.
كما تشمل البنود “متابعة تنفيذ مبادرة السلام العربية، والانتهاكات في القدس، وقضايا اللاجئين، الأسرى، الأونروا، والتنمية في فلسطين”، فيما يختتم جدول الأعمال بمشروع “إعلان بغداد”، الذي سيعبر عن الموقف العربي الموحد من القضايا المطروحة.
وسيعرض ملف “القضية الفلسطينية والصراع العربي مع الكيان الصهيوني ومستجداته، ويتضمن 5 بنود بتفاصيلها”، بخلاف ملف “الشؤون العربية والأمن القومي ويتضمن 11 قضية أو أزمة عربية بتفاصيلها”، فضلا ملف “التغيرات المناخية والأمن العربي المشترك، ومكان انعقاد القمة العربية 35 القادمة”، وأخير “مبادرات وترشيحات عربية لمناصب في مؤسسات إقليمية ودولية”، بحسب العوادي.
وسيعرض على اجتماع القادة 5 مبادرات عراقية تشمل: “تأسيس المركز العربي لمكافحة الإرهاب، وتأسيس مركز عربي لمكافحة المخدرات، وتأسيس عربي لمكافحة الجريمة الوطنية، وإنشاء غرفة التنسيق الأمني العربي المشترك، والصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار من آثار الأزمات”، وفق المتحدث العراقي ذاته.
وبشأن الاجتماع المرتقب، قال الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، في تصريح صحفي، إن “قمة بغداد ستناقش القضايا المصيرية المتعلقة بشعوب المنطقة والخروج بقرارات تسهم في تحقيق السلام والاستقرار”.
فيما أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن “القمة التي ستنعقد تُواكب لحظة تاريخية مهمة في التاريخ العربي الحديث، وتُعقد عليها آمال كبيرة”، معرباً عن “تطلعه إلى أن تخرج هذه القمة برسالة موحدة تطالب بوقف فوري لحرب الإبادة”.
ونوه إلى “الأزمات في السودان واليمن والصومال وليبيا تمس الأمن الجماعي العربي وتهدد استقرار المنطقة ككل، ويجب أن نتعامل معها على هذا الأساس”.
كما أكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، في تصريحات صحفية، أن القمة تناقش ملفات محورية أبرزها القضية الفلسطينية، وخطة إعادة إعمار غزة ودعم السودان، ومساندة مصر والسودان في ملف سد إثيوبيا ، ودفع العملية السياسية في سوريا واليمن.
وكشف وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن هناك توافقا عربيا على قرارات تتعلق بدعم إعادة إعمار غزة، والتضامن مع السودان، تأكيد حقوق مصر المائية، ودعم الشرعية في اليمن، وتعزيز الملاحة في البحر الأحمر.
** المشاركون وحسب بيانات رسمية وتقارير إعلامية، تشهد القمة العربية مشاركة دولية دون تسجيل أي انسحاب عربية كالتالي:
** مستوى القادة والزعماء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني
الرئيس الفلسطيني محمود عباس
الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود
الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي
نائب رئيس الإمارات منصور بن زايد آل نهيان
** مستوى رئيس الوزراء رئيس الوزراء الأردني، جعفر حسان، نيابة عن الملك عبد الله الثاني
رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، نيابة عن الرئيس جوزاف عون
نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع في سلطنة عُمان شهاب بن طارق آل سعيد، على رأس وفد السلطنة في القمة نيابة عن السلطان هيثم بن طارق آل سعيد.
** الوزراء وممثلو الدول وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني
وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير
وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني
وزير الخارجية الكويتي عبد الله علي عبد الله اليحيا
ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، نيابة عن الملك محمد السادس.
وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، على رأس وفد بلاده في القمة نيابة عن الرئيس عبد المجيد تبون.
وزير خارجية جيبوتي عبد القادر حسين عمر
وزير الخارجية التونسي محمد علي النفطي
** ضيف الشرف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، والذي يحضر القمة كضيف شرف.
وقبل قليل، استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، في مطار بغداد للمشاركة في القمتين العربية والتنموية، وفق وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع).
ووصل بغداد أيضا الأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيس وفد جمهورية جزر القمر المتحدة مباي محمد، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف، وفق واع.
كما وصل إلى بغداد لحضور القمة كل من الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وأكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، في مؤتمر صحفي الجمعة، أن “جميع الدول العربية ستكون ممثلة في القمة العربية، مشيرا إلى أنه “لا يوجد اي انسحاب لأي دولة من القمة العربية في بغداد”، بحسب وكالة الأنباء العراقية.
وأكد الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، أن هناك تمثيل لجميع الدول العربية في قمة بغداد، لافتا إلى أن رئيس الوزراء الاسباني سيكون ضيف القمة تقديرا للدور الاسباني باتجاه فلسطين، معلنا منح تراخيص لحضور أكثر من 300 صحفي عراقي، و250 صحفيا وإعلاميا من خارج البلاد.
وتحت مستوى هذه المشاركة وتلك القضايا المطروحة تترقب الأوساط العربية والفلسطينية، قرارات القمة العربية بشأن الأوضاع في المنطقة لاسيما في ملف حرب الإبادة بغزة.