تصاعد أزمة تأجيل جراحات القلب في مصر يهدد حياة آلاف المرضى فوراً

شهدت منظومة علاج أمراض القلب في مصر أزمة متصاعدة مع تزايد قوائم الانتظار وتأجيل العمليات الجراحية لفترات طويلة تجاوزت الشهر مما أثار حالة من القلق الشديد بين المرضى والمختصين.

أكد تقرير حديث أن عدد المرضى المنتظرين لإجراء العمليات في معهد القلب القومي وصل إلى 150 حالة بينما سجلت شكاوى التأجيل أكثر من عشرة حالات خلال الشهرين الماضيين مما يعكس حجم المعاناة الحقيقية التي يواجهها المرضى.

أوضح ارتفاع سعر صرف الدولار أثره المباشر على زيادة تكلفة عمليات القسطرة في المستشفيات الخاصة التي قفزت من عشرة آلاف جنيه في عام 2022 إلى أكثر من خمسة وسبعين ألف جنيه في الوقت الحالي مما جعل هذه العمليات بعيدة المنال لعدد كبير من المرضى.

كشفت إحصائيات نقابة الأطباء أن عدد الأطباء في مصر لا يتعدى 8.6 لكل عشرة آلاف مواطن في مقابل معدل عالمي يبلغ 23 طبيبًا لكل عشرة آلاف نسمة مما يوضح وجود نقص حاد في الكوادر الطبية خاصة في أقسام الطوارئ حيث لا يوجد سوى طبيبين خلال الفترات الليلية لمتابعة جميع الحالات.

سجلت منظومة التأمين الصحي الشامل تأخيرات كبيرة في الموافقات الطبية التي تستغرق أحيانًا حتى شهرين مما يزيد من تفاقم الحالة الصحية للمرضى الذين يحتاجون إلى تدخل سريع.

أعلنت وزارة الصحة نجاحها في إجراء أكثر من 2.6 مليون عملية جراحية ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار منذ يوليو 2018 رغم استمرار الضغط الكبير على جراحات القلب.

سلطت هذه الأزمة الضوء على ضعف توفير المستلزمات الطبية والكوادر الطبية المطلوبة بالإضافة إلى تأثير الأزمات الاقتصادية وارتفاع تكلفة الخدمات الصحية مما يضع حياة المرضى في مهب الخطر.

تطالب البيانات بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز القدرة الاستيعابية للمنظومة الطبية وتسريع الموافقات وتوفير الموارد اللازمة لإنقاذ حياة آلاف المرضى.