العالم العربي

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط طائرة مسيّرة تابعة للحوثيين داخل المجال الجوي الإسرائيلي

أكد مركز الشرق الأوسط للدراسات الأمنية اليوم أن اعتراض الجيش الإسرائيلي لطائرة مسيّرة قادمة من جهة الشرق يعكس مرحلة جديدة من التصعيد العسكري المتبادل بين إسرائيل وجماعة الحوثي في اليمن، وقد يفتح الباب أمام موجة أوسع من الهجمات العابرة للحدود.

أعلنت جماعة الحوثي عن تعرض ميناءَي الحديدة والصليف لغارات جوية إسرائيلية أوقعت قتيلًا و9 جرحى، فيما تحدثت وسائل إعلام عبرية عن تنفيذ أكثر من 10 مقاتلات إسرائيلية عشرات الضربات على ثلاثة موانئ يمنية. وردًا على ذلك، توعّد الحوثيون بتوسيع عملياتهم العسكرية واستمرار فرض الحصار على السفن والمطارات الإسرائيلية، مؤكدين أن هجماتهم تأتي دعمًا للفلسطينيين في قطاع غزة.

وكانت جماعة الحوثي قد نفذت، منذ الثلاثاء الماضي فقط، أربع هجمات «ناجحة» بصواريخ باليستية فرط صوتية استهدفت مطار بن غوريون، ما تسبب في تعطيل الملاحة الجوية لفترة وجيزة وتكدّس الملايين في الملاجئ. وبينما أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصواريخ أو سقوطها خارج الأجواء، أقرّ بوقوع اضطرابات وإصابات طفيفة.

التصعيد الدائر يتزامن مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي أسفرت حتى الآن عن أكثر من 173 ألف قتيل وجريح فلسطيني وفق مصادر فلسطينية رسمية، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود. وتوّجت التطورات الأخيرة بإعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 6 مايو عن اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحوثيين بوساطة عمانية، وهو اتفاق استثنت منه الجماعة صراحةً إسرائيل.

في هذا السياق، يشير محللو مركز الشرق الأوسط إلى أن اعتراض المسيّرة اليوم هو حلقة جديدة في سلسلة «حروب الظل» التي تدور فوق البحر الأحمر وشرق المتوسط، حيث تتقاطع مسارات الطائرات من دون طيار والصواريخ الباليستية مع المصالح الإستراتيجية للملاحة الدولية وإمدادات الطاقة.

«يجب توقع المزيد من الهجمات غير المتماثلة التي تستهدف البنية التحتية الإسرائيلية والمصالح الغربية في المنطقة ما لم تتبلور تسوية سياسية أوسع تشمل جبهات غزة والبحر الأحمر معًا»، يحذّر المركز في تقريره.

«إذا استمرت دائرة الرد والرد المضاد، فإن حركة التجارة العالمية عبر باب المندب قد تتعرض لتوقفات طويلة، وهو ما سيضاعف تكلفة الشحن ويقوّض تعافي الاقتصاد العالمي»، يضيف التقرير.

ويشدد المركز على أن أي جهود تهدئة لا بد أن تشمل:

  1. وقف الغارات الإسرائيلية على الموانئ اليمنية.
  2. التزام الحوثيين بوقف استهداف المطارات والموانئ الإسرائيلية.
  3. معالجة جذور الأزمة المتمثلة في الحرب على غزة عبر مسار دبلوماسي دولي.

الدكتور نادر الخطيب، مدير قسم تحليل النزاعات في المركز: «اعتراض طائرة مسيّرة مجهولة المصدر فوق إسرائيل اليوم ليس مجرد حدث تكتيكي، بل رسالة استراتيجية بأن ساحة الصراع باتت مفتوحة من الساحل الغربي لليمن إلى قلب تل أبيب».

ليلى حمدان، كبيرة الباحثين في شؤون البحر الأحمر: «كلما طال أمد الحرب في غزة، ازدادت إمكانية انزلاق الممرات البحرية الدولية إلى صراع متعدد الأطراف، وهو ما سيضع العالم أمام أزمة شحن وطاقـة غير مسبوقة منذ عقود».

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى