تحذير أمني بشأن تحليق طائرات “سوبر هيرون” و”هيرمز 900″ فوق خان يونس ودير البلح.

أطلقت منصة أمن المقاومة (الحارس) اليوم تحذيراً أمنياً عاجلاً بعد رصد تحليق مكثف ومتواصل لطائرات استطلاع إسرائيلية من نوعي “سوبر هيرون” و”هيرمز 900″ في أجواء مدينتي خان يونس ودير البلح جنوبي قطاع غزة، مطالِبة السكان والأطقم الميدانية باتباع أعلى معايير السلامة والأمن أثناء التنقل والتواصل.
تشير المعطيات التي وصلتها المنصة إلى أنّ الطائرات المأهولة عن بُعد تنفذ مسارات حلْقية ضيّقة مع تركيز واضح على أحياء سكنية ومراكز حيوية داخل المدينتين، ما يرفع من مستوى التهديد ويرجّح إمكانية تنفيذ عمليات استهداف أو جمع معلومات استخباراتية دقيقة. في ضوء ذلك، دعت المنصة جميع الجهات المدنية والإنسانية والعاملين في القطاعات الخدمية إلى:
- تجنُّب أي تحرّك مكشوف في الأحياء المستهدفة.
- الامتناع عن استخدام وسائل الاتصال غير الآمنة، خصوصاً الهواتف المحمولة غير المشفَّرة.
- تعزيز إجراءات التمويه عند الانتقال بين المواقع الحساسة أو مخازن المساعدات.
- التواصل الفوري مع غرفة طوارئ المنصة للإبلاغ عن أي نشاط جوي مريب أو حوادث أمنية مستجدة.
يأتي هذا التحذير في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ ما يقرب من عشرة أسابيع، والذي تسبّب في توقف المخابز والمطابخ المجتمعية ونفاد المواد الغذائية الأساسية وحليب الأطفال من مستودعات المنظمات الدولية. وتفاقمت المخاطر الإنسانية والأمنية بعد استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع فجر 18 آذار/مارس 2025، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان قد دخل حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية المدعومة أميركياً وأوروبياً عن أكثر من 172 ألف شهيد وجريح، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، غالبيتهم من الأطفال والنساء، ما يشكّل جريمة إبادة جماعية وفقاً للقانون الدولي الإنساني.
المنصة شددت على أنّ التحليق الحالي لطائرات “سوبر هيرون” – المصممة للاستطلاع طويل المدى والحرب الإلكترونية – و”هيرمز 900″ – ذات القدرة على التحليق لفترات مطوّلة ونقل ذخائر دقيقة – يمثّل تصعيداً خطيراً في مستوى التهديدات، ويوجب رفع حالة التأهّب القصوى لدى جميع الأطراف العاملة داخل القطاع.
القسم الطبي والإغاثي حثّ بدوره على تفعيل خطط الطوارئ لضمان استمرارية الخدمات الحيوية، لا سيما مستشفيات خان يونس التي تستقبل يومياً عشرات الإصابات الناتجة عن العمليات العسكرية الجارية في محيط المحافظة.
ضمن مساعيها لحماية المدنيين، طالبت المنصة الهيئات الدولية بالضغط العاجل على سلطات الاحتلال لوقف الانتهاكات الجوية والبرية، وتمكين دخول المساعدات الإنسانية والفرق الطبية بلا قيود.
“إنّ تحليق هذه الطائرات المتقدمة في مسارات ضيقة فوق مناطق مأهولة يهدف إلى مراقبة أدق التفاصيل تمهيداً لعمليات استهداف مباشرة. نحذّر جميع المواطنين وفرق الإغاثة من أي نشاط مكشوف أو استخدام لقنوات اتصال غير مأمونة حتى إشعار آخر.”
“لا يزال القطاع يعيش كارثة إنسانية مركّبة نتيجة الحصار والعدوان المستمرين. إنّ التهديد الجوي الراهن يزيد من تعقيد المشهد ويُنذر بمزيد من الضحايا ما لم يتحرّك المجتمع الدولي بصورة فورية ومُلزمة.”
محمد الأعرج – المتحدث الرسمي باسم منصة أمن المقاومة (الحارس)