العالم العربي

سموتريتش يتوعد بتصعيد سياسة تجويع غزة وتهجير الفلسطينيين: “نحن ندخل مرحلة جديدة من الحرب”

تواصلت التصريحات المثيرة للجدل من قبل المسؤولين الإسرائيليين، حيث أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، عن نية جيش الاحتلال تنفيذ عمليات تجويع وتدمير متعمدة في قطاع غزة، بالإضافة إلى خطط تهجير الفلسطينيين من الجنوب.

في مؤتمر صحفي عقده يوم الاثنين، أكد سموتريتش أن الجيش “يعمل حاليا بطريقة مختلفة”، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية ستكون أكثر شراسة، حيث أعلن عن بداية “غزو وتطهير” بهدف “الاحتلال والبقاء”. وخلال الأيام القادمة، أعلن وزير المالية أن عمليات تهجير الفلسطينيين ستبدأ، مما يتماشى مع خطط تهدف لإبعادهم إلى دول ثالثة، وهي جزء من رؤية ترامب المثيرة للجدل.

وعلى الرغم من الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة، قال سموتريتش إن منظمة أمريكية ستقوم بتوزيع “الحد الأدنى” من الغذاء، وأضاف أن ما سيتم إدخاله إلى القطاع هو “قليل من قليل”، مما يزيد من المخاوف الحقيقية بشأن الأوضاع المعيشية لنحو مليونين من الفلسطينيين الذين باتوا يواجهون شبح المجاعة.

“منذ الأمس، يعمل الجيش بخمس فرق في غزة بقوة لم نشاهدها منذ بداية الحرب”، هكذا اختتم سموتريتش حديثه، مما يُشير إلى تصعيد واضح في العمليات العسكرية، مما قد يُزيد من عدد الضحايا في ظل الأرقام المفزعة التي تشير إلى أكثر من 174 ألف قتيل وجريح معظمهم من الأطفال والنساء.

وأوضح أنه “لا مزيد من الغارات والدخول والخروج، بل الغزو والتطهير والبقاء (الاحتلال)”.

وتابع: “على طول الطريق، يدمر الجيش ما تبقى من غزة (…) وسيؤدي هذا” حسب ادعائه إلى “النصر وتدمير حماس وعودة المختطفين (الأسرى)”.

وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

سموتريتش، زعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف، أردف: “كجزء من الحرب، يقوم الجيش بنقل السكان (الفلسطينيين) من مناطق القتال، ولا يترك حجرا على حجر (يدمر كل شيء)”.

واستطرد: “السكان سيصلون إلى جنوب غزة، ومن هناك (سيتم تهجيرهم) إلى دول ثالثة ضمن خطة الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب”.

وفي مارس/ آذار الماضي، اعتمدت كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتكلف نحو 53 مليار دولار.

لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

ولليوم الـ79 تواصل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

وبشأن اعتزام إسرائيل إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة الاثنين، قال سموتريتش: “بعد أيام قليلة، ستبدأ منظمة مدنية أمريكية العمل في غزة.. ستوزع الحد الأدنى من الغذاء مباشرة على المدنيين”.

وحسب إعلام عبري، تهدف خطة تل أبيب وواشنطن لتوزيع المساعدات إلى إفراغ شمال القطاع من الفلسطينيين عبر تحويل مدينة رفح (جنوب) إلى مركز رئيسي لتوزيع الإغاثة، وجلب طالبي المساعدات إليها.

وزاد سموتريتش أنه “لمدة شهرين ونصف، لم نُدخل مساعدات إنسانية إلى غزة، وهذا أوجد ضغطا كبيرا على حماس، لكن الأمر يحتاج إلى تنظيم حتى لا ينفجر في وجوهنا”.

ومصرا على استمرار التجويع، مضى سموتريتش قائلا إن “ما سيتم إدخاله في الأيام المقبلة هو قليل من قليل”.

وتابع: “أصدقاؤنا في العالم الذين يدعموننا (…) يطلبون منا تبديد أكاذيب المجاعة”، على حد قوله.

ووفق وسائل إعلام عبرية، بينها هيئة البث الرسمية والقناة “12” الخاصة، فإن إدخال المساعدات المرتقب يأتي تحت وطأة ضغوط وتهديدات أمريكية وأوروبية بفرض عقوبات على إسرائيل.

لكن سموتريتش اعتبر أن “هذا ليس استسلاما للضغوط، بل تصرف صحيح لمواصلة التركيز على تدمير حماس”، حسب قوله.

وأردف: “هذا سيسمح للمواطنين بتناول الطعام ولأصدقائنا في العالم بمواصلة تزويدنا بمظلة دولية من الحماية ضد مجلس الأمن ومحكمة لاهاي”، في إشارة إلى محكمتي العدل والجنائية الدوليتين.

ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني في القطاع بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.

وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى