
عجائب عبدالقدوس
العنوان دقيق وفي محله وأراهن أنك بعد الإنتهاء من قراءة مقالي ستقول عنواني تمام !!
خاصة وأنه جاء من جهة غير متوقعة أبدا.
وبالأمس تحدثت عن غياب الرجل الثاني في دولة الإمارات عن لقاء الرئيس “ترامب” الشيخ “محمد بن راشد آل مكتوم” وقلت يدخل في دنيا العجائب الصمت التام من أجهزة الإعلام العالمية تجاه عدم تواجد الشيخ “محمد بن راشد”؛..
والتجاهل المريب حدث مثله أيضاً في قطر حول “المقلب” الذي تلقاه الرئيس الأمريكي هناك مما يلقي ظلالا من الشك حول مدى حيادية وسائل الإعلام العالمية والتأثير الصهيوني عليها !!
ومحور المقلب الساخن الذي حدث ل”ترامب” في دولة قطر الجندي الأمريكي الإسرائيلي الذي أطلقت “حماس” سراحه قبيل زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة دليلاً على رغبتها في السلام ووقف الحرب وأشاد “ترامب” نفسه بهذه الخطوة وشكر مصر وقطر الذين كانوا وسطاء في هذا الأمر.
وأرجو أن تراجع حضرتك ما ذكرته ووكالات الأنباء حول هذا الأمر حيث قالت أن الرهينة الأمريكي الإسرائيلي “عبدان اسكندر” الذي سيطلق سراحه سيكون في إستقباله المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط “ستيف ويتكوف” ،
وبعد إجراء الكشف الطبي عليه ولقاء أسرته سيقوم مبعوث “ترامب” بإصطحابه إلى قطر للقاء الرئيس الأمريكي هناك وشكره على جهة الحكومة الأمريكية في الإفراج عنه ، وبالمناسبة أشادت جدة الجندي الأسير بالرئيس الأمريكي لدرجة أنها وصفته بأنه مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ حفيدها !!
والمفاجأة أن سلوك هذا الشاب بعد إطلاق سراحه قلب كل التوقعات رأسا على عقب !!
فقد أشاد بحسن معاملة خاطفيه له خلال فترة الأسر حتى في أحلك الظروف ..
وأعلن رفضه لمقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي كان يرغب في لقاءه وشن هجوماً شديداً عليه ووصفه بأنه قاتل ..
وأكد أنه أفلت من الموت أكثر من مرة بسبب الهجمات الوحشية التي يشنها الطيران الإسرائيلي على “غزة” حيث كان يتواجد ..
وبالفعل ترددت أنباء في الشهر الماضي أنه قتل ، لكن تبين أنه مازال على قيد الحياة !!
ولم يكتف الجندي الأمريكي الإسرائيلي الذي أطلق سراحه بإهانة “نتنياهو” ، بل وجه صفعة ل”ترامب” الذي ينتظره في قطر قائلا أنه لن يذهب إلى هناك ووصفت الرئيس الأمريكي بأنه شريك للقاتل !!
وقال أنه لن يلتقي به إلا بعد أن تنتهي الحرب المدمرة في “غزة” ، وبالطبع وضع مبعوثه في المنطقة “ستيف ويتكوف” في موقف محرج جداً ولم ينقذه سوى الصمت الكامل لوكالات الأنباء حول موقف الأسير الإسرائيلي الأمريكي الذي لم يتوقعه أحد .. رأيت موقف هذا الشاب في نصرة “غزة” المنكوبة أقوى وأعظم من الدول العربية التي زارها الرئيس الأمريكي في جولته الخليجية وتهافتت على صفقات معه بالهبل .. وعجائب !!