
• شهد مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ78 عرضًا عالميًا أول لفيلم “نسور الجمهورية”، وهو عمل سينمائي مصري جريء أخرجه طارق صالح، ويُعد من أضخم الإنتاجات العربية المشاركة في المهرجان هذا العام. الفيلم، الذي حظي بتمويل أوروبي كامل وميزانية وصلت إلى 10 ملايين يورو.
يتناول الفيلم موضوع الحكم العسكري في مصر، من خلال قصة درامية مشوقة تدور حول الصراعات الداخلية داخل مؤسسات الدولة، وتنتهي بمحاولة اغتيال تخيلية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقد لقي الفيلم استقبالًا حافلًا من جمهور ونقاد المهرجان، حيث استمر التصفيق بعد عرضه لأكثر من دقيقة ونصف.
وفي لقاء خاص عبر برنامج “الشارع المصري” المذاع على قناة الشرق المصرية، استضاف الإعلاميان أحمد عطوان وأحمد العربي، الإعلامي والمذيع بقناة الشرق أحمد سميح من قلب مهرجان كان، الذي تحدث عن أجواء العرض الأول للفيلم، كاشفًا عن تفاصيل المشهد داخل القاعة وردود الفعل الدولية على الفيلم المصري، مؤكداً أن العمل قدّم تجربة سينمائية متكاملة من حيث اللغة، واللهجة، والطابع المصري الأصيل، مشيرًا إلى أنه رغم أن بعض الممثلين الرئيسيين ليسوا مصريين، إلا أن الفيلم ظل يحمل نكهة مصرية خالصة.
وصف سميح لحظة نهاية الفيلم بأنها لحظة نادرة في تاريخ المهرجانات، إذ خيم الصمت ثم اندلع التصفيق الحاد لمدة قاربت دقيقتين، مما يعكس التأثير العاطفي والسياسي للفيلم على الجمهور، لا سيما وأنه يطرح تساؤلات خطيرة حول مستقبل الحكم في مصر، والصراع الخفي بين مؤسسات الدولة، وخاصة بين الجيش وجهاز المخابرات العامة.
وقال سميح إن الفيلم ليس توثيقًا تاريخيًا بقدر ما هو استقراء فني لما يدور في عقول وقلوب المصريين اليوم، في ظل مناخ سياسي مغلق.
وفي رده على سؤال حول إمكانية عرض الفيلم على الشاشات العربية، كشف سميح عن وجود اهتمام ملحوظ من شبكات عربية كبرى بالحصول على حقوق عرضه، وأشار إلى أن قناة الشرق تسعى بجدية للدخول في مفاوضات حول عرض الفيلم مستقبلًا.
كما ألمح إلى وجود تواصل تم بينه وبين الدكتور أيمن نور، رئيس مجلس إدارة القناة، لبحث إمكانية تأمين حقوق البث، إلا أن الفريق المنتج للفيلم ما يزال يرغب في الترويج له عبر مهرجانات عالمية قبل السماح بعرضه تلفزيونيًا أو تجاريًا.
وأكد أيضًا أن الفيلم سينطلق رسميًا في صالات السينما يوم 5 أكتوبر المقبل، في موعد يتزامن رمزيًا مع ذكرى حرب أكتوبر، وهو ذات اليوم الذي يتضمنه الفيلم كمشهد محاولة الاغتيال.
وختم سميح اللقاء بالتأكيد على أن “نسور الجمهورية” ليس فقط فيلمًا للمهرجانات، بل عمل من النوع الذي سيثير نقاشًا عامًا واسعًا، سواء في الأوساط السياسية أو الثقافية، داخل مصر وخارجها