مقالات وآراء

محمد عبدالقدوس يكتب : يمكنك الدخول في باب العظماء دون إنجازات!!

عجائب عبدالقدوس

عندما تصفه بأنه إنسان عظيم ، فلابد أنه قد فعل شيء يستحق ذلك ، يعني عمل إنجاز أشاد به الناس.

وفي هذا الزمن الصعب الذي تدهورت فيه الأخلاق والإنسانية ينبغي إعادة النظر في مفهوم العظمة !!
وحضرتك يمكنك أن تكون من العظماء دون أن تكون من أصحاب الإنجازات ولست من الأثرياء ولا المشاهير أو أصحاب المواهب في الفن والأدب ..
أنت عظيم لأنك صاحب خلق عظيم يفتقده المجتمع ولا يوجد مثلك إلا قليلاً ..

وإليك نماذج من العظمة المطلوبة التي نفتقدها الإنسانية:

إنسان متدين بطريقة حلوة عبادة وسلوكاً.

يحب الخير لكل الناس ويفرح لنجاح غيره ، فهذا دليل أن قلبه من دهب.

الدنيا مشاغل وكل واحد مشغول بنفسه ، ولذلك من يتفقد أصدقاءه والقريبين منه رغم كل مشاغله يبقى إنسان عظيم ولاشك.

صلة الرحم والأقارب ..

لا تقابلهم إلا في المناسبات السعيدة أو الحزينة !!
أما من يتواصل معهم باستمرار فهو يستحق عشرة على عشرة ..
وتعظيم سلام يا عظيم يا محترم.

الحياة الزوجية على كف عفريت ..

والطلاق ينافس الزواج !!
والخناقات بين الزوجين حدث ولا حرج ..
ولذلك فشريك العمر الذي يحرص على نصفه الآخر ويعطيه الأولوية في حياته ، ومحور أهتمامه بالتأكيد إنسان عظيم لأن مثله قلة من الناس.

من يحرص على اللقمة الحلال برغم الفساد والإفساد والصعوبات الإقتصادية ويكافح من أول النهار حتى مغرب الشمس من أجل أسرته إنسان عظيم لأن ظروفه المادية صعبة جداً وقرر أن يتحداها بشرف ..

فهو بالقطع يدخل في باب العظماء.

والتعصب موجود بقوة في مجتمعنا ..

كل واحد شايف رأيه صح ولا يقبل بالرأي الآخر ..
والإتهامات جاهزة لكل مخالف أو ينتقد الأوضاع الغلط ..
ولذلك يعجبني جداً ..
كل إنسان يحترم الرأي المخالف وإذا كانت هناك علاقات حلوة وقوية قائمة بينه وبين صاحب هذا الرأي برغم الخلافات الفكرية يبقى كل منهما إنسان عظيم ..
لأنه لا يوجد مثلهما إلا قليلاً أو قل إستثناء.

وتعظيم سلام للإنسان الشجاع الذي لا يقبل بالفساد بل يفضحه بأدلة قوية وليس بالجعجعة والخطب الإنشائية فهو يرفض أن يمشي جنب الحيط أو يسير في موكب الجبناء والطبالين.

وهذا الذي يتبوأ مركزاً مرموقاً بجهده وتفوقه وكفاءته وحدها دون أي سند آخر من الواسطة والكوسة والنفاق ومسح الجوخ ونظام شيلني وشيلك ..

يبقى مؤكد أنه إنسان عظيم والمنصب الذي وصل إليه يتشرف به لأنه أكبر منه.

وتزداد عظمته بما هو متوقع منه في هذه الحالة وهو معاملة مرؤوسيه بطريقة إنسانية ، وهو ناجح في مكانه ليس لكفاءته وحدها بل بحب مرؤوسيه له ، وجهدهم ينطلق من باب الحب وليس من منطلق الخوف من العقاب.

. وهناك من أراه يستحق عشرة على عشرة ..

يدخل بالتأكيد في باب العظماء وهو الإنسان الذي يراجع نفسه باستمرار ويعمل على تصحيح أخطاءه في الدنيا وعلاقته مع الناس لأن مثله قلة.

وأسألك أخيراً: هل هناك سلوك إنساني عظيم نسيته ؟؟

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى