العالم العربي

تباين الروايات حول دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية

تسود اجواء من القلق والتشوش حول وضع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، حيث تتعارض التصريحات الرسمية حول دخول المساعدات إلى المنطقة المنكوبة، في وقت تتدهور فيه الأوضاع الإنسانية بشكل متسارع، مما يهدد حياة الكثيرين.

في التفاصيل، أعلنت السلطات الإسرائيلية أنها سمحت بدخول 93 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية، بينما أوضحت الأمم المتحدة أنها حصلت على إذن لدخول 100 شاحنة، ولكن دخول هذه المساعدات تأخر بسبب “تعقيدات لوجستية”. وعلى صعيد متصل، نفى المكتب الإعلامي الحكومي في غزة دخول أي مساعدات فعلية، مما يكشف تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر الذي يعاني من المجاعة.

وعن هذا الموضوع، صرح المتحدث باسم الأمم المتحدة: “نؤكد أننا حصلنا على التصاريح اللازمة لدخول المساعدات، ولكن التحديات اللوجستية حالت دون تحقيق ذلك حتى الآن. الوضع في غزة يتطلب تحركًا عاجلاً لتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان”.

يأتي هذا التباين في الروايات في وقت تواصل فيه الأوضاع الاقتصادية والإنسانية التدهور، حيث أودت المجاعة بحياة العديد من الأشخاص، خاصة من الأطفال، مما يستوجب استجابة سريعة وفعالة من جميع الأطراف المعنية.

وقالت السلطات الإسرائيلية، عبر منسق أنشطتها في الأراضي الفلسطينية غسان عليان، إن سلطة المعابر البرية التابعة لوزارة الدفاع أخضعت الشاحنات لتفتيش أمني دقيق قبل إدخالها إلى غزة.

لكن مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، أكد للأناضول أن “إسرائيل لم تسمح بدخول أي مساعدات منذ أكثر من 80 يوما”.

وأضاف الثوابتة، أن “الشاحنات لا تزال داخل المعبر ولم تُسلَّم لأي جهة إنسانية”.

وشدّد على أن “المساعدات لم تدخل قطاع غزة في ظل تجويع ممنهج يهدد حياة أكثر من 2.4 مليون فلسطيني”.

مصادر حكومية في غزة أوضحت للأناضول، أن الشاحنات لم تغادر محيط المعبر الواقع جنوبي القطاع، وتخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي الذي يفرض وجودًا عسكريًا واسعًا في المنطقة.

وتتطابق الرواية الفلسطينية مع ما أفاد به المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” ينس لاركي، خلال مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء في جنيف.

وقال لاركي، إن 5 فقط من أصل 9 شاحنات تمّت الموافقة عليها الإثنين دخلت المعبر، لكنها لم تُسلَّم للأمم المتحدة بعد، بسبب “تعقيدات لوجستية” وعمليات تفريغ وإعادة تعبئة تخضع للسيطرة الإسرائيلية.

وأضاف أن الكميات التي دخلت تشمل دقيقا ومكملات غذائية وأكفانا، لكنها “لا تغطي 1 بالمئة من احتياجات سكان غزة ليوم واحد”.

وسبق أن دعت “أوتشا” ومنظمات إنسانية أخرى مرارا إلى ضمان وصول آمن ومستمر وواسع النطاق للمساعدات إلى قطاع غزة، حيث تعاني المناطق نقصا حادا في الغذاء والدواء والوقود.

والإثنين، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عزمه مواصلة العمليات في غزة، وأقر بتعرضه لضغوط خارجية دفعته للموافقة على إدخال مساعدات إنسانية، بحسب مقطع فيديو نشر عبر تلغرام.

من جانبها، اعتبرت حركة حماس تصريحات نتنياهو بشأن المساعدات “محاولة لذر الرماد في العيون وخداع المجتمع الدولي”.

وأكدت حماس، أن “أي شاحنة لم تدخل القطاع حتى الآن، بما في ذلك القليلة التي وصلت معبر كرم أبو سالم، ولم تتسلّمها أي جهة دولية”.

ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى