تراجع الدولار في مصر لأقل من 50 جنيها يدفع الأسواق نحو التحول السريع
شهدت أسعار الدولار الأمريكي في السوق المصرية تراجعًا ملحوظًا خلال الأيام الأخيرة حيث سجل متوسط البيع 49.96 جنيه في حين بلغ متوسط الشراء 49.86 جنيه وهو ما يعد أول كسر لمستوى الخمسين جنيها منذ أكثر من ستة أشهر كاملة
أوضح مراقبون أن هذا الهبوط جاء نتيجة مباشرة لتزايد التوقعات بشأن تدفقات نقد أجنبي وشيكة مع اقتراب زيارة بعثة صندوق النقد الدولي والتي تتزامن مع خطوات تنفيذية اتخذتها السلطات النقدية لتقييد أنشطة السوق الموازية وتعزيز الرقابة عليها
أشار اقتصاديون إلى أن الإجراءات الأخيرة دفعت العديد من حائزي الدولار إلى التخلي عنه تجنبًا لخسائر محتملة خاصة في ظل ترقب تصحيحات محتملة في سعر الصرف وهو ما دفع المضاربين للتراجع عن مراكزهم في السوق الموازية
لفت متابعون للشأن الاقتصادي إلى أن التحركات الأخيرة جاءت في توقيت بالغ الحساسية مع استعداد البنك المركزي المصري لعقد اجتماع لجنة السياسات النقدية والذي من المنتظر أن يشهد قرارات قد تغير مسار أسعار الفائدة مما ينعكس بقوة على سعر صرف الجنيه مقابل الدولار
استعرض محللون مدى تأثير التحولات الدولية في الأسواق العالمية خصوصًا التقلبات في أسعار السلع والعملات على مسار الجنيه خلال الفترة المقبلة مؤكدين أن حالة عدم الاستقرار العالمي ما زالت تلقي بظلالها على الاقتصاد المصري رغم التحسن الظاهري في بعض المؤشرات النقدية
أضاف متابعون أن الأسعار الحالية للدولار والتي تراجعت من مستويات قاربت حاجز الـ52 جنيهًا تعكس استجابة مباشرة للإجراءات الرسمية الهادفة إلى إحكام السيطرة على سوق الصرف والحد من المضاربة العشوائية في السوق السوداء
نصح خبراء ماليون المستثمرين بمتابعة حذرة لكافة المتغيرات المحلية والعالمية وعدم التعجل باتخاذ قرارات البيع أو الشراء سواء في الذهب أو العملات مشددين على أهمية دراسة التوجهات النقدية المقبلة وأثرها المحتمل على أسعار الأصول
أكدت مصادر مطلعة أن هناك تفاؤلًا حذرًا يسود أوساط المستثمرين المحليين مع ترقب نتائج زيارة صندوق النقد والتي من المرجح أن تسهم في زيادة احتياطيات العملة الأجنبية وتحسين القدرة على تغطية الواردات وتعزيز ثقة السوق
