مصر تعبر عن ترحيبها بالتطور الدولي في رفض الانتهاكات الإسرائيلية في غزة

أعربت وزارة الخارجية المصرية عن ترحيبها بالتطور الدولي “الملحوظ” في المواقف الدولية الرافضة لانتهاكات إسرائيل في قطاع غزة، مما يمثل خطوة مهمة نحو تصحيح المسار ووضع حد للتاريخ الطويل من الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني.
في بيان رسمي صادر عن الوزارة، أكدت مصر أن موقف العديد من الدول الفاعلة يشير إلى وجود نواة لتحرك أوسع من أجل التصدي لهذه الانتهاكات. يأتي هذا الترحيب في وقت حساس حيث تواصل القوات الإسرائيلية تصعيد أعمالها العسكرية ضد المدنيين الأبرياء في غزة، مصحوبةً بسياسة تجويع غير مسبوقة.
وأوضح البيان أن استخدام القوة العسكرية الغاشمة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة أمر غير مقبول، وندد بالتداعيات السلبية الناتجة عن هذه الأعمال على السلم والأمن الإقليمي والدولي. كما دعت مصر المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات جادة لاحتواء النزاع وفتح آفاق جديدة للسلام.
“هذا التطور يعكس رغبة المجتمع الدولي في تصحيح الأوضاع المأسوية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، ويجب أن نعمل جميعًا لتحقيق العدالة والسلام الدائم”، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية.
وأضافت الخارجية أن هذا التطور في المواقف الدولية تجسد في تبني “خطوات إيجابية” مؤخرا، منها البيان الثلاثي لفرنسا والمملكة المتحدة وكندا، الذي دعا إسرائيل إلى إنهاء حربها على غزة.
ومنها أيضا “القرار الأوروبي الخاص بمراجعة مدى امتثال إسرائيل للمادة الثانية من اتفاقية المشاركة مع الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن الخطوات الجارية نحو الاعتراف المشترك لعدد من الدول بالدولة الفلسطينية”.
والاثنين، دعا قادة فرنسا وبريطانيا وكندا، في بيان مشترك، إسرائيل إلى إنهاء الحرب على غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وإيجاد مسار دبلوماسي يقود إلى دولة فلسطينية. وهددت الدول الثلاث باتخاذ “خطوات ملموسة” ضد تل أبيب.
والثلاثاء صرّح رئيس وزراء فرنسا، فرانسوا بايرو، أن الدول الثلاث – فرنسا، بريطانيا وكندا – قررت معًا معارضة ما يحدث في قطاع غزة، وستعترف بشكل مشترك بدولة فلسطينية.
كما عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الثلاثاء، اجتماعاً في العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث تناولوا مقترحاً هولندياً بشأن إعادة النظر في اتفاقية الشراكة التي تمنح إسرائيل امتيازات تجارية.
وعقب الاجتماع، أعلنت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس، أن الاتحاد قرر إعادة النظر في هذه الاتفاقية، وهي الاتفاقية الأهم التي تربط إسرائيل بالاتحاد الأوروبي.
كما أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الثلاثاء، تجميد مفاوضات اتفاقية تجارة حرة جديدة مع إسرائيل وهدد بـ”خطوات إضافية”؛ جراء “الوضع المتدهور” في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولفت لامي إلى أن بلاده سبق أن فرضت عقوبات على مستوطنين إسرائيليين ينهبون أراضي الفلسطينيين، مؤكدا على فرض بلاده عقوبات جديدة في هذا الإطار.
واعتبرت مصر، وفق البيان، أن تلك الخطوات “تعكس التفافاً صائباً ودعماً مستحقاً من المجتمع الدولي للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الذي تم حرمانه ظلماً منها على مدار عقود طويلة”.
كما اعتبرت أن الخطوات “تشكل نواة لتحرك دولي أوسع مطلوب لتصحيح المسار، ووضع حد لتاريخ طويل من الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني”.
وأعربت مصر عن دعمها لتلك الخطوات وتطلعها لاتخاذ مزيد منها لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وتشجيعها الدول الأخرى على مواكبة هذا الحراك.
وشددت على أن تنفيذ حل الدولتين يعد “السبيل الوحيد” نحو استعادة الاستقرار والأمن وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
فيما وسع الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الماضية إبادته في قطاع غزة، معلنا “عملية برية في شمالي وجنوبي القطاع”.
وبدعم أمريكي، تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت تلك الحرب أكثر من 175 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.