عباس شراقي لـ “أخبار الغد”: انتهت المرحلة الصعبة من سد النهضة.. وتدفقات المياه لمصر والسودان ستزيد

أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ”أخبار الغد”، أن المرحلة الصعبة من مشروع سد النهضة الإثيوبي قد انتهت، مرجّحًا أن تشهد مصر والسودان زيادة في تدفقات المياه خلال السنوات القادمة.
وأوضح شراقي أن إثيوبيا أوشكت على الوصول للسعة التخزينية الكاملة للسد البالغة 74.5 مليار متر مكعب، حيث لم يتبقَّ سوى 2.5 مليار فقط، متوقعًا أن الملء السادس لن يؤثر بشكل كبير على دولتي المصب، بل سيُستخدم بشكل أساسي في تشغيل التوربينات وتوليد الكهرباء.
وأضاف شراقي أن الحديث عن وجود عيوب فنية أو خلل هيكلي في جسم السد غير مثبت علميًا، مؤكدًا أنه لا توجد أي جهة علمية دولية أعلنت عن مثل تلك العيوب.
لكنه أشار إلى وجود بعض المشكلات الفنية مثل ضعف تشغيل التوربينات وتأخر فتح بوابات المفيض، إضافة إلى تأخر استكمال شبكة نقل الكهرباء.
وبشأن الوضع المائي، أشار شراقي إلى أن الفيضان العالي في السنوات الماضية ساعد على تجاوز المرحلة الحرجة، محذرًا في الوقت ذاته من السنوات العجاف التي قد يتراجع فيها الفيضان، داعيًا إلى إعطاء الأولوية لتدفق المياه إلى مصر والسودان خلال تلك الفترات، حتى لو تم تخفيض معدلات توليد الكهرباء في إثيوبيا.
وفيما يخص المسار التفاوضي، أكد الخبير المصري أن الاجتماع الرابع والأخير من مفاوضات سد النهضة، التي بدأت نهاية 2023، قد فشل، بسبب تمسك أديس أبابا بمواقفها المتعنتة ورفضها للحلول الوسط التي تضمن مصالح الدول الثلاث.
وشدد شراقي على أن ملف السد لا يزال مطروحًا بقوة على الساحة الدبلوماسية الدولية، وأن مصر مستمرة في طرح القضية أمام الشركاء الدوليين باعتبارها قضية حياة ووجود.
وختم بالقول إن تشغيل التوربينات واستقرار مستويات المياه في السنوات القادمة سيخفف من المخاوف القائمة، ولكن التحذير الحقيقي يبقى من فترات الجفاف الممتد التي تتطلب تنسيقاً عاجلاً ومسؤولاً بين الدول الثلاث لضمان عدم الإضرار بمصالح شعوبها.