نبيل فهمي يحذر من تقسم الشرق الأوسط بسبب تراجع تأثير العرب

أعلن وزير الخارجية المصري الأسبق نبيل فهمي أن استمرار تراجع الدور العربي في الساحة الإقليمية والدولية يضع العالم العربي أمام خطر حقيقي قد يؤدي إلى تقسيم جديد لمنطقة الشرق الأوسط في ظل التغيرات المتسارعة والتحالفات المتبدلة
أكد فهمي أن العواصم العربية مطالبة اليوم باستعادة زمام المبادرة لمواجهة مخاطر التشرذم والانقسام مشددًا على أن غياب الرؤية العربية الموحدة يضعف القدرة الجماعية على حماية المصالح الحيوية ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية المتزايدة في المنطقة
أوضح أن هناك دولًا إقليمية غير عربية تستغل هذا الفراغ السياسي والتراجع العربي الواضح لتكريس نفوذها وتحقيق مكاسب استراتيجية مشيرًا إلى أن استمرار هذا الوضع سيؤدي لا محالة إلى إعادة رسم خرائط النفوذ في الشرق الأوسط من دون حضور فعلي للدول العربية
لفت إلى أن العالم يشهد تغيرًا في توازنات القوى الكبرى وهو ما يتطلب من العرب توحيد الصفوف والعمل على بلورة سياسة خارجية جماعية تحفظ مكانتهم وتمنع التدخلات الخارجية التي تهدد استقرار الدول العربية من الداخل
أشار إلى أن النظام الدولي يتغير بسرعة فائقة حيث لم تعد الولايات المتحدة القوة الوحيدة المسيطرة بل باتت الصين وروسيا وأطراف أخرى تنافسها في مناطق عديدة داعيًا إلى الاستفادة من هذا التحول لبناء شراكات متوازنة تحفظ مصالح العرب
نوه بأن ما يحدث حاليًا من صراعات في بعض الدول العربية لا يخدم إلا مصالح القوى الخارجية التي تسعى لاستغلال الخلافات الداخلية لإضعاف الكيانات الوطنية وتقسيمها إلى وحدات طائفية أو عرقية صغيرة لا تمتلك أي قدرة على التأثير الإقليمي
زعم أن ضعف الموقف العربي المشترك لم يكن وليد اللحظة بل هو نتيجة تراكمات لسنوات من غياب التنسيق وتراجع الدور الدبلوماسي العربي لصالح أجندات فردية لا تصب في مصلحة الأمة ككل
استدرك أن الوقت لم يفت بعد شريطة أن تتحرك العواصم العربية بخطى سريعة نحو تنسيق الجهود وتفعيل الآليات الإقليمية لمواجهة المخاطر المقبلة
أضاف أن التحديات المقبلة لا تقتصر فقط على الجوانب الأمنية بل تشمل الأمن المائي والغذائي والطاقة وهو ما يتطلب خططًا جماعية واستراتيجيات واضحة بعيدة عن الحسابات الضيقة