ترامب يستخدم صورة مضللة لإحياء مزاعم “الإبادة البيضاء” في جنوب أفريقيا ورويترز تكشف الحقيقة

كشفت وكالة رويترز أن الصورة التي عرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائه الأخير مع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، والتي ادعى أنها توثق جنازة لمزارعين بيض قُتلوا في بلاده، لا علاقة لها بجنوب أفريقيا، وإنما تعود لمقطع مصور التُقط في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 2022.
الصورة التي أبرزها ترامب خلال الاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض يوم 21 مايو الجاري، أُخذت من جنازة جماعية في مدينة جوما شرقي الكونغو لضحايا سقطوا في اشتباكات بين الجيش ومتمردي حركة “M23″، ونشرتها وكالة رويترز في تقريرها آنذاك.
ترامب استند في مزاعمه إلى مقال نشره موقع American Thinker اليميني، أدرج ضمنه رابط الفيديو الأصلي، ليكرر سردية “الإبادة الجماعية للبيض” في جنوب أفريقيا، وهي مزاعم دحضتها مرارًا البيانات الرسمية والخبراء الدوليون.
رغم استفزاز الموقف، لم يرد الرئيس رامافوزا بشكل مباشر على ادعاءات ترامب، وأكد خلال اللقاء التزام بلاده بسيادة القانون وحماية كافة المواطنين دون تمييز.
الحادثة أثارت ردود فعل غاضبة داخل جنوب أفريقيا، واعتبر ناشطون ومحللون سياسيون استخدام ترامب لصورة مغلوطة “تلاعبًا إعلاميًا خطيرًا قد يفاقم التوترات العرقية”، بينما حظي رامافوزا بإشادة واسعة لتمسكه بالهدوء وتعقله في مواجهة ما وصف بـ “استفزاز غير مبرر”.
البيانات الحكومية في جنوب أفريقيا توضح أن الجرائم ضد المزارعين لا تميز بين الأعراق، ولا يوجد ما يشير إلى حملة منظمة تستهدف البيض، كما يروج بعض أطراف اليمين المتطرف في الولايات المتحدة.
تأتي هذه الواقعة في سياق حملة ترامب الانتخابية المستمرة، حيث لا يزال يوظف الخطاب الشعبوي والإثارة الإعلامية لتحقيق مكاسب سياسية، حتى على حساب الحقائق والدقة. في المقابل، يسعى رامافوزا إلى توطيد علاقات بلاده السياسية والاقتصادية مع واشنطن، متجنبًا الوقوع في فخ التصعيد الإعلامي.