العالم العربي

برلين تدعو إلى زيادة الضغوط على إسرائيل بشأن تأخير مساعدات غزة

أكد لارس كلينغبايل، نائب المستشار الألماني، ضرورة اتخاذ إجراءات فعالة لحماية المدنيين في غزة ومواجهة خطط التهجير القسري التي تنتهجها إسرائيل، في وقت يتضاعف فيه الجهود الدولية لتخفيف المعاناة الإنسانية في المنطقة.

في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي، انتقد كلينغبايل “تباطؤ” إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذا التأخير يعقد الوضع ويزيد من معاناة السكان المدنيين. وأشار إلى أنه ينبغي على المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل سلس ودون عوائق.

كما عبر كلينغبايل، الذي يشغل أيضًا منصب وزير المالية، عن قلقه البالغ حيال الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها سكان غزة، خصوصًا الأطفال الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية. وقال: “لا يمكن لأحد أن يتجاهل المعاناة الهائلة التي يعيشها الناس في غزة والمجاعة الوشيكة”.

وأكد ضرورة إطلاق حماس سراح جميع الرهائن، محذرًا من العواقب الإنسانية الخطيرة جراء التصعيد العسكري وتركيز الهجمات على المناطق السكنية. كما شدد على أهمية التزام إسرائيل بالقانون الإنساني الدولي لضمان حماية المدنيين.

في المقابل، رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الانتقادات بالقول إن إسرائيل قامت بإدخال كميات كافية من المساعدات إلى غزة، مشيرًا إلى إدخال قرابة 100 شاحنة تحمل المساعدات. في حين أكدت حكومة غزة أن العدد الفعلي لم يتجاوز 87 شاحنة.

فيما أكدت حركة حماس عبر بيان الخميس، أن ما تم إدخاله من مساعدات لغزة بعد 81 يوما من الإغلاق الإسرائيلي لا يمثل سوى أقل من عُشر الحاجة اليومية وسط تفاقم الجوع وانهيار القطاع الصحي.

والأربعاء، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، دخول 87 شاحنة محملة بالمساعدات التي تم تخصيصها لصالح عدد من المؤسسات الدولية والأهلية، للمرة الأولى منذ 81 يوما من الإغلاق الإسرائيلي المشدد للمعابر.

ويحتاج قطاع غزة يوميا إلى 500 شاحنة مساعدات إغاثية وطبية وغذائية عاجلة و50 شاحنة وقود كحد أدنى منقذ للحياة وسط تفاقم المجاعة الناجمة عن الإغلاق الإسرائيلي للمعابر منذ أكثر من شهرين، بحسب ما أورده المكتب الحكومي.

من جهتها، طالبت الرئيسة المشاركة لحزب الخضر الألماني، فرانزيسكا برانتنر، حكومة بلادها باستدعاء سفير تل أبيب في برلين إلى وزارة الخارجية، احتجاجا على إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على 35 دبلوماسيا في منطقة جنين بالضفة الغربية.

وقالت في تصريح صحفي، إن “فتح الجنود الإسرائيليين النار على الدبلوماسيين الأوروبيين، بما في ذلك الألمان، لا ينبغي أن يمر دون محاسبة”.

وشددت في هذا الإطار على ضرورة استدعاء كافة الدول المعنية في الاتحاد الأوروبي سفراء إسرائيل لديها.

والأربعاء، أطلق الجيش الإسرائيلي النار أثناء زيارة وفد مكوّن من 35 دبلوماسياً عربيا وغربيا إلى مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة، رغم أنها كانت منسَّقة معه.

وتعد إسرائيل طرفا في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، والتي تنص على ضمان أمن الدبلوماسيين الأجانب جميعا.

ومنذ 21 يناير/ كانون الثاني 2025، يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانا عسكريا شمالي الضفة، استهله بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما، ثم وسّعه إلى مدينة طولكرم في 27 من الشهر نفسه.

وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 969 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد على 17 ألف شخص، وفق معطيات فلسطينية.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى