اقتصاد

انخفاض إيرادات قناة السويس 62% والشحن العالمي يرفض العودة رغم التخفيضات

أكدت تقارير اقتصادية حديثة استمرار رفض كبريات شركات الشحن العالمية العودة إلى استخدام قناة السويس رغم خفض رسوم العبور بنسبة 15% اعتبارًا من 14 مايو الجاري في محاولة لتحفيز خطوط الشحن العملاقة على استئناف حركة المرور بالقناة

أوضح مسؤولون اقتصاديون أن شركات الشحن لا تزال تتخوف من الهجمات المتكررة في البحر الأحمر مشيرين إلى أن ممر قناة السويس لا يزال مدرجًا على قوائم المناطق عالية المخاطر لدى كبرى شركات التأمين ما يرفع تكلفة العبور بشكل غير مسبوق

صرح خبراء أن أقساط التأمين على السفن العابرة عبر البحر الأحمر وقناة السويس ارتفعت منذ سبتمبر الماضي لتبلغ 2% من قيمة السفينة مقارنة بـ0.7% سابقًا وهو ما يثقل كاهل الشركات المالكة للسفن ويجعل المرور عبر القناة غير مجد اقتصاديًا

نوه مراقبون بأن الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح أضاف نحو 12 يومًا إلى زمن الوصول وأدى إلى ارتفاع أسعار الشحن وتباطؤ في تسليم السلع حول العالم مما ساهم في زيادة معدلات التضخم خاصة في الدول المستوردة

لفتت هيئة قناة السويس إلى أن محاولات إقناع شركات الشحن الكبرى مثل ميرسك لم تنجح حتى الآن رغم عقد لقاءات مباشرة معهم لبحث توفير حوافز مؤقتة بهدف تعويض تكاليف التأمين المرتفعة على السفن العاملة في البحر الأحمر

أشار مسؤولون من شركات الشحن إلى أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار لا يشمل السفن المتجهة نحو الموانئ الإسرائيلية أو التي ترفع علم إسرائيل ما يبقي خطر الهجمات الحوثية قائمًا ويدفع الشركات نحو التريث قبل اتخاذ قرار العودة للممر المصري

أعلن موقع “ترانس إنفو” البولندي أن المسؤولين المصريين سعوا لحشد دعم دولي لضمان سلامة الملاحة لكن الضمانات الأمنية لم تكن كافية لإقناع الشركات بإعادة النظر في خطط التحويل الحالية

استعرضت وزارة النقل المصرية بيانات رسمية أظهرت انخفاض إيرادات قناة السويس بنسبة 62.3% خلال النصف الأول من السنة المالية 2024 / 2025 لتبلغ 1.8 مليار دولار مقارنة بـ4.8 مليارات دولار لنفس الفترة من العام الماضي

أفادت تقارير أن الحمولة الصافية المارة بالقناة تراجعت بنسبة 69.2% كما انخفضت أعداد السفن بنسبة 52.2% ما تسبب في خسائر شهرية تصل إلى 800 مليون دولار وهو ما يشكل ضغطًا متزايدًا على الاقتصاد المصري

زعم اقتصاديون أن استمرار هذا الوضع يهدد الهدف الحكومي بتحقيق 13 مليار دولار من إيرادات القناة بحلول عام 2025 وهو أمر يبدو بعيد المنال في ظل عزوف السفن واستمرار الاضطرابات الجيوسياسية في المنطقة

أردف محللون من “الأونكتاد” أن التحويلات عبر جنوب أفريقيا تسببت في تضاعف أسعار الشحن على بعض الطرق مؤكدين أن استعادة استقرار الملاحة بقناة السويس سيؤثر إيجابًا على التجارة العالمية وتكاليف الاستيراد في حال تحقق الأمن بالممر الملاحي

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى