دار الإفتاء: التدخين محرم شرعًا ويهلك الأبدان ويستوجب المساءلة يوم القيامة

أكد الشيخ محمد كمال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن التدخين محرم شرعًا بصورة قاطعة ولا يجوز للمسلم تعاطيه بأي وجه من الوجوه باعتباره من المهلكات التي تُهدر الصحة وتدمر الجسد الذي يعتبر أمانة في عنق الإنسان وسيحاسب عليه يوم القيامة
صرح الشيخ كمال أن كافة الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة تُجمِع على تحريم كل ما يضر بالإنسان ويهلك صحته مشيرًا إلى أن التدخين يتسبب سنويًا في وفاة أكثر من ثمانية ملايين شخص حول العالم بحسب تقارير صحية موثوقة من منظمات معتمدة ما يجعل الاستمرار في تعاطيه صورة من صور الإلقاء بالنفس إلى التهلكة
أوضح أن الجسد ليس ملكًا للإنسان بل هو وديعة يجب أن يُصان ولا يجوز بأي حال التفريط فيه أو إهداره مؤكدًا أن الفقهاء وعلماء الأمة على اختلاف مذاهبهم أجمعوا على أن كل ما يضر البدن ويؤدي إلى مرض أو موت محقق فإنه يدخل في دائرة المحرمات التي يحرم شرعًا الإقدام عليها
أشار إلى أن الدراسات الطبية المعتبرة أثبتت أن التدخين مسؤول مباشر عن 90% من حالات الإصابة بسرطان الرئة كما يتسبب في أكثر من 80% من حالات الوفاة الناتجة عن أمراض القلب والشرايين والتنفس المزمن مضيفًا أن تلك الأرقام الكارثية وحدها كافية لإصدار فتوى تحرم هذا السلوك المدمر شرعًا وعقلًا وواقعًا
نوه إلى أن الإسلام دين رحمة يدعو إلى الحفاظ على النفس والعقل والصحة ويمنع كل ما يُذهب النعمة أو يعرض الإنسان للهلاك مؤكدًا أن الإقلاع عن التدخين واجب شرعي وأخلاقي وعلى كل مسلم أن يجاهد نفسه للتخلص من هذه العادة السيئة
أضاف أن مسؤولية مواجهة آفة التدخين لا تقتصر على الأفراد بل تشمل المؤسسات الدينية والصحية والتعليمية داعيًا إلى تكاتف المجتمع بكافة فئاته لتوعية الناس بخطورة التدخين وتوفير الدعم الكامل للمدخنين الراغبين في الإقلاع عنه حمايةً لأرواحهم وأجسادهم