عالم الفضاء عصام حجي يفسر ميول مباني الإسكندرية بسبب المياه والتغير المناخي

أوضح عالم الفضاء المصري عصام حجي أن ظاهرة ميلان المباني الحديثة في مدينة الإسكندرية لا تقتصر على سوء البناء أو ضعف الصيانة فقط بل تتعداها لتشمل تأثير حركة المياه الجوفية التي تعد أحد نتائج التغير المناخي العالمي.
لفت إلى أن هذه الحركة تؤدي إلى تآكل الأساسات ما يضعفها بشكل تدريجي ويؤدي إلى زعزعة استقرار المباني.
أشار حجي إلى أن التغيرات المناخية التي يشهدها الساحل الشمالي المصري أثرت بشكل كبير على مستوى المياه الجوفية مما تسبب في اضطرابات بداخل التربة التي تقوم عليها المنشآت. أكد أن ارتفاع مستوى المياه الجوفية يزيد من خطر انزلاق التربة وبالتالي يضعف قواعد المباني.
صرح بأن الدراسات الأخيرة سجلت تغيرات في منسوب المياه الجوفية بمناطق متعددة من الإسكندرية تجاوزت نسبة العشرة بالمئة خلال السنوات الخمس الماضية.
أفاد عالم الفضاء أن الإهمال في مراعاة هذه العوامل البيئية عند تصميم المباني ساهم في ظهور ميول واضحة في بعض الأبنية الحديثة خاصة التي بنيت على الأراضي الرملية والطينية.
نوه إلى أن هذه الظاهرة تستدعي إعادة تقييم معايير البناء والهندسة المدنية لتشمل تقديرات دقيقة لحركة المياه الجوفية وتأثيراتها المحتملة على التربة والأساسات.
أوضح أن التغير المناخي لا يقتصر تأثيره على درجات الحرارة والطقس فقط بل يمتد ليشمل الأرضية التي تنشأ عليها المنشآت.
أضاف حجي أن مراقبة مستوى المياه الجوفية بشكل دوري واستخدام تقنيات متقدمة للكشف عن تآكل التربة ستكون خطوة أساسية في حماية المباني من الميلان والضرر الهيكلي.
أوضح أن الاستثمارات في أنظمة التصريف والحماية البيئية يمكن أن تقلل من المخاطر الناجمة عن هذه الظاهرة.
أكد ضرورة تعاون الجهات المعنية لضمان تطبيق معايير بناء متطورة تراعي العوامل المناخية والجيولوجية لضمان سلامة المنشآت.
استرسل حجي في تحذيره من استمرار تجاهل تأثيرات التغير المناخي على البنية التحتية مؤكداً أن الحلول التقنية والهندسية يجب أن تواكب هذه التحديات من أجل الحفاظ على العمران وحماية السكان.
أعلن أن متابعة الدراسات البيئية بشكل مستمر سيساعد في التنبؤ بالمخاطر واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة قبل حدوث أي انهيارات أو أضرار جسيمة.
ختم حديثه بتأكيد أن التعامل مع التغيرات البيئية يجب أن يكون جزءاً لا يتجزأ من خطط التنمية العمرانية المستقبلية في الإسكندرية وغيرها من المناطق الساحلية.