مقالات وآراء

د. محمد عماد صابر يكتب : لماذا كل هذا الصمود؟

الجواب في العقيدة التي تملأ قلوبهم: إيمان راسخ بأن الله هو الناصر والمعين.
يقين بأن الجهاد في سبيل الله طريق إلى الجنة.
فهم عميق لمعنى الرباط وأجره وفضله.
صلة وثيقة بالله بالدعاء، والصلاة، والقرآن.
وعي بأنهم حراس ثغر من أعظم ثغور الأمة: ثغر فلسطين، بل ثغر القدس والمسجد الأقصى.

وقد فهموا كلام ووعد ربهم. {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139].
وثقوا صلتهم بربهم ونصروا الله فنصرهم. {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ} آل عمران: 160].
واستقوا بالله وتيقنوا أن الغلبة مع الله. {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ} البقرة: 249].
وصبروا لعظم الجزاء واستعداد العون من الله فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ} يوسف: 18].

لذلك بشرهم رسولنا الكريم بفضلهم وصبرهم ورباطهم
“لا تزال طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحق، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، ولا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله، وأين هم؟، قال: “في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس”. ( رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني).
وعلموا جزاء ما يقومون بة، “رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها” ( رواه مسلم).
“عينان لا تمسهما النار: عينٌ بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله” ( رواه الترمذي)

ما هذه القوة؟
إنها قوة الإيمان الخالص، وقوة النية الصادقة، وقوة الاعتماد على الله وحده، وتربية قرآنية وجهادية عميقة.
أهل غزة لا يرون أنفسهم فقط كضحايا، بل كمجاهدين في سبيل الله، حراس للعقيدة، ورُسل صبر للأمة كلها.
هم يعرفون أن الشهادة حياةٌ أبدية، وأن البلاء منحةٌ من الله لمن يحب.

وعد النصر أو الشهادة: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ…} التوبة: 111].
{فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ…} يونس: 46].
(النصر آتٍ لا محالة، في الدنيا أو في الآخرة)

أهل غزة ليسوا فقط مرابطين في الجغرافيا، بل مرابطين في الإيمان، في الثقة، في التضحية، في الصبر الجميل.
إنهم مدرسةٌ ناطقةٌ بالإسلام الحي، الذي لم يتلوث بالضعف أو الهزيمة النفسية.


سيكتب التاريخ أن جيلا من التابعين عاشوا الإسلام كما إرادة الله ليؤكدوا للدنيا أن هذا الدين هو الدين الحق الصالح للزمان والمكان وأن الإيمان ذا لستار في قلب المؤمن يصبح انسان ربانيا يري بنور الله.


ولعل من أهم أسباب إقبال كثير من الأحرار في العالم ودخول البعض منهم للإسلام هذا الصمود الاسطوري الذي لا يقوي علية الا المؤمنين المجاهدين.
اللهم ارحم شهداء غزة وثبت أهل غزة.


لا أحد معهم الا انت سبحانك ومن احتمي بحماك نجى.
تخلي عنهم القريب والبعيد

ولكن الصبر الصبر، والنصر صبر ساعة.
اللهم انصرهم نصرا عزيزا مؤزرا
انك نعم المولي ونعم النصير.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى