مقالات وآراء

أنور الرشيد يكتب : الأزمة السورية بين الاستبداديين

لا أدعي بأني خبير بالشأن السوري، ولكني متابع للأحداث والتطورات التي حدثت ولا تزال تحدث في سوريا، أزعجني جدًّا عدم استقرار الوضع ودخول مليشيات مصنفة إرهابية للمشهد السوري، ووصلت لحكم سوريا بدعم من الغرب، وهذا أمر لا يستطيع أحد نكرانه، ومحاولات تمدينهم وإعطائهم شكلًا لا يمتون له بصلة ومجافيًا ومنافيًا للحقيقة أمر مفروغ منه،

وقلت ولا أزال عند رأيي بأن سوريا مع الأسف ستدخل في صراعات دموية قد تستمر على الأقل خمسين عاما، وهذا ليس تشاؤمًا، وإنما قراءة واقعية مستمدة من تاريخ هذا الفكر الديني السياسي الذي ما إن يدخل لمجتمع إلا ويدمره من الداخل؛ لأنه فكر لا يعيش دون أزمات ولا عدو خارجي وداخلي؛ وذلك ناتج عن عدم مقدرته على تنمية وتطوير المجتمعات التي يسيطر عليها.

طبعا سيقول البعض بأن هذا الرأي معادٍ للدين والشرع وغيرها من ترهات لا علاقة لها برأيي يستند لحقائق ووقائع تحدث أمام نظرنا حاليا ولا سيما ما دوَّنه التاريخ.

يؤسفني أن أسمع وأشاهد ما يحدث في سوريا والشعب السوري الشقيق دفع أثمانًا غالية على يد نظام السابق واليوم طوائفه من كل الألوان تدفع ثمن ما ارتكبه من كوارث ليس بحق طائفة معينة، وإنما من كل الطوائف بما فيهم طائفته العلوية، وهذا يؤكد بأن النظام المستبد لا يستثني أحدًا من معارضته مثله مثل نظام صدام الذي دمَّر ومسح قرية عبود السنية الواقعة في شمال كركوك ولن أتحدث عن مجازر الأكراد السُّنة وجزيرة حلبچة التي ضربها بالكيماوي ناهيكم عن القرى الشيعية والكردية.

لذلك؛ اليوم سوريا -مع الأسف- على مفترق طرق كارثية يقودها التطرف الديني السياسي أكرر للمزايدين التطرف الديني السياسي، ولا أتكلم عن الدين والشريعة الإسلامية البراء منهم، هذه العقلية لا تمثل العقلية الإسلامية السياسية فقط، وإنما كل العقليات الدينية السياسية جميعها كفكر سياسي يستمد معارفه من فهمه لمعتقده بما فيها الهندوسي، ونرى كيف يتصرف مودي رئيس وزراء الهند بكارثية تناقض حتى الدستور الهندي،

لذلك ما إن تدخل تلك العقلية لمجتمع إلا وتجره إما لحروب خارجية لتصدير أزمتهم للتغطية على فشلهم في تنمية المجتمع أو لحروب داخلية؛ وهذا ما يحزنني على سوريا وشعبها الذي عانى الأمّرين على مدى عقود، وآن أوان أن يستريح من كوارث سببها الاستبداديون الديني السياسي، والسياسي الأول متلبس برداء الدين، والثاني بلباس المدنية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى