صحيفة هآرتس: نتنياهو يختار شركة توزيع مساعدات غزة دون علم الأجهزة الأمنية

كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية في تحقيق خاص أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اختار جهة غامضة لتولي توزيع المساعدات في قطاع غزة، متجاهلاً المؤسسة الأمنية.

في تفاصيل التحقيق الذي نُشر يوم الأحد، ذكرت “هآرتس” أن اختيار الشركة، التي تدعي أنها أمريكية، تم من دون إجراء مناقصة أو اتخاذ خطوات قانونية سليمة. وأشارت الصحيفة إلى أن طاقم برئاسة السكرتير العسكري لنتنياهو قام بتجنيد شركة تُعرف اختصارًا بـ SRS، والتي تفتقر إلى الخبرة في مجال العمليات الإنسانية.

كما أفادت التقارير أن هذه الشركة الوحيدة التي تم اختيارها من قِبل نتنياهو تدير عمليات توزيع المساعدات من خلال “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي منظمة غير ربحية مسجلة في سويسرا، مشيرة إلى وجود بعض الأطراف الإسرائيلية خلفها. وقد أثارت هذه الخطوة العديد من التساؤلات حول الشفافية والنزاهة.

وأكدت “هآرتس” أن العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أبدوا استغرابهم من اختيار هذه الشركة المجهولة، حيث تمت عمليات الاختيار في سرية تامة، مما يعكس تهميشا للجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية أن شركة SRS أجرت اتصالات مع رجال أعمال إسرائيليين للاستعانة بهم في هذا المشروع، مما أثار شبهات حول وجود مصالح شخصية لبعض الأطراف المشاركة.

وأفاد التحقيق أن الأسماء البارزة، مثل شلومي فوغل، وهو رجل أعمال مقرب من نتنياهو، ارتبطت أيضاً بعملية الاختيار، رغم إنكاره أي علاقة له بالموضوع. وأظهرت المعلومات أن هناك روابط واضحة بين شركة SRS وشركة أخرى تُدعى “أوربيس”، التي تمتلك خبرة سابقة في العمل داخل غزة.

“مع تزايد علامات الاستفهام، تتعزز القناعة في المنظومة الأمنية بوجود مصالح شخصية وتجارية وراء المشروع”، وفق ما نقلته “هآرتس”.

في سياق متصل، كانت شركة SRS من المقرر أن تبدأ توزيع المساعدات اليوم الأحد، إلا أن مصادر سياسية إسرائيلية أفادت بأن الآلية الجديدة ستبدأ غدًا الاثنين.

يأتي هذا التحقيق في وقت تعرض فيه قطاع غزة لحرب مدمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مما أسفر عن مئات الآلاف من القتلى والجرحى، الأمر الذي يزيد من تعقيد المشهد الإنساني والسياسي.