جيش الاحتلال يستخدم أطفالا ومدنيين دروعا بشرية بأوامر عليا مباشرة

أكد تقرير نشرته وكالة الأنباء “أسوشيتد برس” أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وسّع من انتهاكه للقانون الدولي الإنساني من خلال استخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية في عملياته العسكرية بقطاع غزة والضفة الغربية خلال عام 2024 وذلك استنادًا إلى شهادات دقيقة من جنود وضباط داخل الجيش ومدنيين فلسطينيين تعرضوا لتلك الممارسات
كشف ضابط في جيش الاحتلال أنه رفع تقريرين إلى قائد لوائه يوثق فيهما استخدام الجيش لمدنيين فلسطينيين كدروع بشرية حيث أوضح في أحدها مقتل فلسطيني بالخطأ نتيجة إطلاق النار عليه بينما كان يُستخدم كدرع بشري من وحدة أخرى وأوصى حينها بإلباس المدنيين ملابس عسكرية للتمييز بينهم وبين المقاتلين
لفت الضابط إلى معرفته بحالة ثانية تُوفي فيها فلسطيني بعد فقدانه الوعي أثناء احتجازه داخل نفق مؤكدا أن هناك تجاهلا متعمدا لنتائج هذه الممارسات وأضاف أن هذه التقارير لم تُرفع كما يجب إلى قيادة الفرق الأعلى وأنه لم يتلق ردا رسميا بشأنها
أشار أحد الجنود إلى أن وحدته حاولت الاعتراض منتصف عام 2024 على تعليمات باستخدام المدنيين إلا أن ضابطا رفيع المستوى أمرهم بالمضي قدما دون الاكتراث بالقانون الإنساني الدولي مبررا أن العدو نفسه لا يحترم القانون ويجب الرد عليه بالمثل
أفاد رقيب في وحدة ميدانية أن قواته استخدمت فتى يبلغ من العمر 16 عاما ورجلا ثلاثينيا كدروع بشرية لأيام وأن الاثنين ظلا يرددان كلمة رفح تعبيرا عن خوفهما وحنينهما إلى المدينة التي كانت تحتضن أكثر من مليون نازح فلسطيني
قال مسعود أبو سعيد البالغ من العمر 36 عاما إنه استُخدم كدرع بشري لمدة أسبوعين في مارس 2024 في خان يونس مؤكدا أنه أُجبر على دخول مستشفى ومنازل ومبانٍ للمساعدة في البحث عن أنفاق مزعومة وكان يرتدي سترة إسعاف ويحمل مطرقة وهاتفًا وقاطعة سلاسل للتمويه
أوضح أبو سعيد أنه التقى شقيقه مصادفة خلال إحدى العمليات وتبين أنه كان محتجزا كدرع بشري أيضا من قبل وحدة مختلفة وأضاف أن لقاءهما كان مؤثرا للغاية لأنه ظن أن شقيقه قد أُعدم سابقًا
صرحت حزار استيتي من مخيم جنين للاجئين أن جنودا إسرائيليين اقتحموا منزلها في نوفمبر 2024 وأجبروها على تصوير شقق عدة وتفتيشها قبل أن يدخلوها بأنفسهم مشيرة إلى أنها توسلت للعودة إلى طفلها البالغ من العمر 21 شهرا دون جدوى وأكدت أنها خشيت أن تُقتل وألا ترى طفلها مرة أخرى
قال أستاذ القانون الدولي مايكل شميت من الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت إن إقناع الجنود باحترام القانون الدولي في بيئة مليئة بالممارسات العدائية والمخالفة من الطرف الآخر يمثل تحديًا كبيرًا ولكنه لا يبرر خرق القوانين
نوهت تقارير ميدانية إلى أن الجيش الإسرائيلي يزعم أن حركة حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية وهو مبرر يتكرر لتبرير انتهاكات صارخة فيما تواصل وحدات الجيش تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق مأهولة دون التفرقة بين المدنيين والمقاتلين