هآرتس: ضغوط أمريكية متزايدة لإنهاء الحرب على غزة

أفادت صحيفة “هآرتس” العبرية بأن مبعوثاً رئاسياً أمريكياً حث الحكومة الإسرائيلية على إنهاء العمليات العسكرية المستمرة، والتي وصفتها التقارير بأنها جرائم إبادة جماعية ترتكب بحق الفلسطينيين منذ أكثر من عام.
ذكرت الصحيفة أن المبعوث ستيف ويتكوف أبلغ وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر بالضرورة الملحة لإنهاء العمليات العسكرية التي أثيرت حولها الكثير من الجدل والنقاشات على المستوى الدولي. مشيرة إلى أن الدعم الأمريكي قد ساهم بشكل كبير في تصعيد الأعمال العسكرية الإسرائيلية، التي خلفت حتى الآن أكثر من 176 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 11 ألف مفقود ومئات الآلاف من النازحين.
التقارير تشير إلى أن القصف والقتل المتواصل، بجانب التجويع والتهجير القسري، يعد انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية، التي دعت مراراً وتكراراً إلى وقف هذه الانتهاكات.
أضافت “هآرتس” أن ضغوطاً دولية متزايدة تُمارَس على إسرائيل، إلا أنها لا تزال تتجاهل النداءات والمناشدات لوقف الأعمال الوحشية في غزة.
صوت المسؤولون والجهات المدنية في الضفة الغربية وقطاع غزة على ضرورة إنهاء هذه الأعمال، مشيرين إلى فظائع لا يمكن تجاهلها.
“الوقت حان ليتمكن المدنيون من العيش في أمان وبدون خوف من القصف والقتل”، وفقاً لما صرح به ناشط في حقوق الإنسان من غزة، الذي أضاف “إذا لم تتخذ خطوات ملموسة، ستستمر معاناة الشعب الفلسطيني”.
وأضافت: “نقل ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جزءًا من هذه الرسالة (ضرورة إنهاء الحرب) خلال اجتماع مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي (رئيس فريق التفاوض) رون ديرمر في روما نهاية الأسبوع الماضي”.
ورفض مكتبا ديرمر ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التعقيب على ذلك، حسب الصحيفة.
وفي 11 مايو/ أيار الجاري قال ويتكوف خلال لقاء مع عائلات أسرى إسرائيليين: “نريد استعادة المحتجزين لكن إسرائيل غير مستعدة لإنهاء الحرب وتطيل أمدها”.
ومنذ فترة تتواتر تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية عن رغبة ترامب في توصل إسرائيل وحركة “حماس” إلى اتفاق لإنهاء الحرب على غزة وتبادل أسرى.
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأكدت “حماس” مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب ويصر على إعادة احتلال غزة ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية، وهو ما ترفضه الأخير ما دام الاحتلال الإسرائيلي مستمرا.
والأربعاء، عدّد نتنياهو 3 شروط لإنهاء الحرب قائلا: “مستعد لإنهاء القتال وفق شروط واضحة: إعادة جميع المختطفين، ونفي قيادة حماس من غزة، ونزع سلاح حماس”.
وسبق أن احتلت إسرائيل قطاع غزة عام 1967 ثم انسحبت منه في العام 1994 بموجب “اتفاق أوسلو” المبرم مع منظمة التحرير الفلسطينية، وفي العام 2005 فككت إسرائيل مستوطناتها المقامة بالقطاع بموجب “خطة فك الارتباط” الأحادية.
وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.