تحذيرات دولية من عسكرة المساعدات وتهديدات تهجير ممنهجة في قطاع غزة

أكدت تقارير موثوقة أن خطر عسكرة المساعدات في قطاع غزة بات مصدر قلق حقيقي للمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وحماية المدنيين خلال الأزمات الإنسانية الكبرى

طالبت منظمة غير حكومية معنية بمكافحة الإفلات من العقاب في الجرائم الدولية الحكومة السويسرية باتخاذ إجراءات عاجلة للتحقق من أن “مؤسسة غزة الإنسانية” لا تنتهك القانون الدولي في عملها الإغاثي داخل قطاع غزة

أشارت المنظمة إلى أن الاعتماد على شركات أمنية خاصة لتوزيع المساعدات يحمل في طياته مخاطر حقيقية بتحويل المساعدات إلى أدوات ضغط سياسي وأمني من شأنها أن تضع المدنيين في دائرة الابتزاز أو التهديد مما يعمق من معاناة السكان الأصليين ويقوض أهداف الإغاثة

صرحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن آلية توزيع المساعدات الجديدة في غزة ستنطلق اليوم الاثنين بمشاركة شركات أميركية خاصة حيث سيتم إنشاء أربعة مراكز توزيع تشمل ثلاثة مراكز في رفح ومركزاً واحداً في وسط القطاع لتغطية احتياجات السكان

أفادت الإذاعة أن كل مواطن سيُمنح حزمة غذائية تكفي أسبوعاً كاملاً لأفراد أسرته إلا أن الإذاعة الرسمية ذاتها نبهت إلى وجود ثغرات كبيرة في الآلية الجديدة تجعلها غير كافية لتلبية احتياجات جميع سكان القطاع

رفضت الأمم المتحدة الخطة الإسرائيلية الجديدة بشكل قاطع معتبرة أنها تساهم في تشريد الآلاف وتفرض النزوح القسري وتركز المساعدات في مناطق معينة على حساب احتياجات مناطق أخرى ما يجعل الإغاثة الإنسانية رهينة لأهداف سياسية وممارسات عسكرية

أوضح الناشط الفلسطيني علي أبو رزق في منشور عبر تلغرام أن هذا اليوم يمثل خطراً غير مسبوق على مصير الشعب الفلسطيني مؤكداً أن العمل الجاري قد يؤدي إلى قرارات كارثية تمهد لعملية تهجير قسري واسعة من شمال القطاع إلى جنوبه لكسر مشهد العودة التاريخي

لفت أبو رزق إلى أن المجاعة المصطنعة وآلام الجوع تُستغل لدفع الناس إلى النزوح الذليل بما يرضي الأجندات السياسية الإسرائيلية مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سبق وأن لمح إلى نوايا اتخاذ قرارات مصيرية تجاه غزة

نوهت مصادر موثوقة أن الهدف الحقيقي من هذه الخطط هو تجميع السكان في أقصى جنوب القطاع لجعلهم عرضة لقرارات تهجير جماعي غير مسبوقة مما يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان الأساسية

حذر مراقبون من أن عسكرة المساعدات وتحويلها إلى وسيلة تهديد سياسي يمهد لمرحلة خطيرة تهدد الوجود الفلسطيني في غزة بأكمله في ظل استمرار العمليات العسكرية والمجاعات المفتعلة والنزوح القسري