حميدتي يعرض توطين آلاف الفلسطينيين في السودان لتعزيز شرعيته الدولية فوراً

أعلن قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو المعروف بـ حميدتي عن مقترح جديد يستهدف توطين آلاف الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة في المناطق التي تخضع لسيطرة قواته داخل السودان بهدف إعادة بناء صورته على المستوى الدولي خاصة أمام الولايات المتحدة الأمريكية.
أوضحت مصادر متطابقة من دوائر مطلعة أن المبادرة تأتي مدعومة بشكل مباشر من دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعمل على ترويجها بالتزامن مع خطط أمريكية تسعى لتهجير سكان غزة وإيجاد بدائل سكنية لهم في دول المنطقة.
أشارت هذه المصادر إلى أن الإمارات تحاول عبر دعمها السياسي والعسكري والمالي لقوات الدعم السريع مساعدة حميدتي على استعادة شرعيته الدولية وضمان دمجه مجددًا في المشهد السياسي السوداني، في ظل هزائمه المتكررة أمام الجيش السوداني خلال السنوات الأخيرة.
نوهت المصادر إلى وجود اتصالات مكثفة جرت بين الجانبين الإماراتي والأمريكي لمحاولة تقديم هذه الخطة كحل بديل محتمل رغم التحفظات الأمريكية الرسمية على جدواها، حيث تبدي الإدارة الأمريكية تحفظًا على إمكانية تطبيق التوطين في مناطق حميدتي لكنها تترك الباب مفتوحًا لإمكانية استخدامها مستقبلاً.
رفض قادة الجيش السوداني هذه المبادرة بشكل قاطع وأكد دبلوماسي قطري مقرب من المؤسسة العسكرية أن كل محاولات إقناع الجيش أو مجلس السيادة الانتقالي بالدخول في مفاوضات سرية مع ممثلين أمريكيين وإسرائيليين بشأن توطين الفلسطينيين لم تلق أي قبول، كما تعبر الشارع السوداني عن رفض شعبي قاطع للخطة.
أعلن السودان مؤخرًا قطع علاقاته الدبلوماسية مع الإمارات ووصفها بدولة عدوان إثر اتهامات متبادلة تدور حول دعم قوات الدعم السريع في النزاع الداخلي الدامي الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وأجبر ملايين على النزوح.
أوضحت محكمة العدل الدولية أنها لا تملك صلاحية اتخاذ إجراءات تأديبية ضد الإمارات في دعوى السودان التي تتهمها بانتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية، ما أدى إلى إغلاق القضية رسمياً. نفت الإمارات هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً ووصفتها بأنها محاولة سياسية تهدف إلى تدمير سمعتها.
أطلقت الإدارة الأمريكية وحكومة إسرائيل اتصالات سرية مع عدة دول إقليمية لبحث إمكانية استقبال مليون فلسطيني من غزة في إطار خطة تهجير ممنهجة، غير أن مصر والأردن رفضتا بشدة هذه المبادرة التي تعتبر تصفية للقضية الفلسطينية.
أكد وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم رفض بلاده لأي خطة تتضمن استخدام أراضي الصومال لتوطين الفلسطينيين مؤكدًا موقف بلاده الرافض لأي مساس بحق الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه.
تتصاعد الأحداث في ظل تحولات إقليمية معقدة، حيث تتشابك المصالح الدولية مع الصراعات الداخلية السودانية والخلافات الإقليمية بشأن ملف اللاجئين الفلسطينيين في ظل تداعيات الحرب المستمرة في غزة والسودان.