العالم العربي

د. خالد حسين على قناة الشرق: واشنطن تسعى لتركيع الجيش وتثبيت “الكرزايات الجدد” في الحكم

في تصريحات هامة خلال استضافته في برنامج الشارع السوداني الذي يقدمه الإعلامي ناجي الكرشابي على قناة الشرق، كشف الدكتور خالد حسين، مدير مركز السودان للبحوث والدراسات الاستراتيجية، عن أبعاد خطيرة للضغوط الأمريكية والإماراتية على السودان، موضحًا أن واشنطن تسعى لتركيع الجيش السوداني، وتحويل الدعم السريع إلى أداة لفرض مشروع سياسي غربي في الخرطوم.

وأكد د. خالد أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخرًا ليست هدفًا في حد ذاتها، بل وسيلة ضغط على الجيش السوداني والفريق عبد الفتاح البرهان، لدفعهم نحو التفاوض مع قوات الدعم السريع. وأوضح أن المهلة الأمريكية تمتد حتى العاشر من يونيو المقبل، وهي بمثابة إنذار سياسي لإجبار الخرطوم على العودة إلى المفاوضات.

واتهم د. خالد الولايات المتحدة بالانتقال من العمل عبر الوكالة، باستخدام الإمارات كأداة لدعم الدعم السريع، إلى التدخل المباشر بفرض العقوبات، بعد فشل الدعم السريع في السيطرة على الأرض. واعتبر أن تصريح أنور قرقاش، مستشار رئيس الإمارات، بأن العقوبات “وضعت النقاط على الحروف”، يُظهر التنسيق الكامل بين أبوظبي وواشنطن في إدارة هذا الملف.

وأضاف أن الهدف الحقيقي من هذه الضغوط هو إبعاد الجيش عن العملية السياسية تمامًا، وتثبيت حكومة مدنية شكلية تمثل المشروع الغربي، يقودها من وصفهم بـ”الكرزايات الجدد” وأشباه عبد الله حمدوك، معتبرًا أن الدعم السريع يُستخدم كأداة تمويه لإعادة إنتاج منظومة “العملاء المدنيين”.

وفي الشأن الداخلي، شدد د. خالد على أن الجيش والحركات المسلحة والمجاهدين والمستنفرين جميعًا يرفضون أي تسوية تبقي الدعم السريع جزءًا من المشهد، قائلًا: “الشعب السوداني لن يقبل عودة الدعم السريع، فجرائمهم في الاغتصاب والسحل والقتل أصبحت محفورة في الوجدان الجمعي، ولا عودة لهم بعد الآن”.

واستشهد بواقعة وفاة معتقل في سجون الدعم السريع بسبب العطش، مؤكدًا أن مثل هذه الجرائم تستدعي القضاء الكامل على هذا الكيان، وليس إدماجه في أي تسوية.

وعن التحولات الإقليمية، أكد د. خالد أن السودان بات يتجه بوضوح نحو شركاء جدد بعد “إغلاق صفحة واشنطن”، مشيرًا إلى أن روسيا وتركيا تبرزان كحليفين حقيقيين. ولفت إلى أن تصريحات السفير التركي في الخرطوم، الذي أكد أن “تركيا لن تخذل السودان”، وكذلك تحركات البرلمان التركي، تؤكد أن هناك دعمًا سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا جاهزًا من أنقرة.

وتحدث أيضًا عن احتمال تنسيق دفاعي تركي مشابه لما جرى في ليبيا وقطر والصومال، حيث تدخلت أنقرة لحماية حلفائها من الانقلابات والفوضى.

وفي ختام اللقاء، انتقد د. خالد موقف النظام المصري الحالي، مؤكدًا أنه يعارض أي نفوذ إقليمي لتركيا في البحر الأحمر، وأن القاهرة ترى نفسها الطرف الوحيد المؤهل لحماية ممراته، ما يفسر التوتر المصري من أي اتفاق سوداني-تركي جديد. واعتبر أن الموقف المصري لا يخدم المصالح السودانية، داعيًا إلى مراجعة هذه الرؤية بما يتلاءم مع التحول الجديد في المنطقة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى