حوادث وقضايا

ضغوط الديون تدفع ربة منزل لإنهاء حياتها وطفلها بسوهاج

أكدت مصادر أمنية موثوقة بمحافظة سوهاج أن مأساة إنسانية وقعت في إحدى القرى التابعة لمركز جرجا جنوب المحافظة بعد أن أقدمت ربة منزل تبلغ من العمر 35 عامًا على تناول حبوب حفظ الغلال القاتلة مما أسفر عن وفاتها ووفاة نجلها البالغ من العمر 10 سنوات في واقعة هزت مشاعر الأهالي

أوضحت التحريات الأولية أن السيدة كانت تمر بضغوط نفسية شديدة بسبب تراكم الديون على زوجها الذي يعمل عاملا بالأجر اليومي مما جعل الأسرة تعيش في ظروف مادية قاسية أدت بها في النهاية إلى اتخاذ قرار مأساوي بإنهاء حياتها وحياة نجلها عبر وسيلة شائعة بين المنتحرين في المناطق الريفية وهي تناول حبوب حفظ الغلال المعروفة بخطورتها الفائقة وسرعة تأثيرها

لفت شهود عيان إلى أن الطفل تناول الحبوب السامة أولًا حيث تم نقله إلى المستشفى وهو في حالة إعياء شديدة إلا أن المحاولات الطبية لإنقاذه باءت بالفشل وفارق الحياة خلال ساعات قليلة من وصوله وهو ما تسبب في انهيار والدته التي أقدمت على الفعل ذاته بعد دقائق معدودة من إعلان وفاته

أشار التقرير الطبي إلى أن الطفل توفي نتيجة تسمم حاد بمادة فوسفيد الألمنيوم فيما دخلت والدته في غيبوبة تامة بعد تناولها نفس المادة وتم إدخالها قسم العناية المركزة إلا أن حالتها كانت حرجة للغاية ولقيت مصرعها في اليوم ذاته رغم المحاولات الطبية المستمرة لإنقاذها

زعم أقارب الضحيتين أن الأسرة كانت تعاني من ظروف مادية سيئة منذ عدة أشهر بسبب توقف رب الأسرة عن العمل نتيجة وعكة صحية تعرض لها مؤخرًا مما أدى إلى تراكم ديون تجاوزت 70 ألف جنيه دون وجود مصدر دخل ثابت

أعلن مسؤولو الصحة أن حبوب الغلال المستخدمة في حفظ الحبوب الزراعية تمثل خطرًا حقيقيًا لسهولة تداولها وسرعة تأثيرها القاتل حيث تؤدي إلى الوفاة خلال ساعات قليلة إذا لم يتم التدخل العاجل وهو ما جعل استخدامها في حالات الانتحار أمرًا شائعًا في المحافظات الريفية

نوه متخصصون في الطب النفسي إلى ضرورة تعزيز خدمات الدعم النفسي للأسر الفقيرة وتكثيف حملات التوعية حول مخاطر الضغوط النفسية والانتحار خاصة بين ربات البيوت في المناطق الأكثر احتياجًا مؤكدين أن الانتحار أصبح مشكلة اجتماعية تتطلب تدخلًا مؤسسيًا عاجلًا

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى