أحزاب وبيانات

السياسي فريد زهران يحذر من احتضار المناخ السياسي وقانون الانتخابات المهمل بالكامل

أكد السياسي فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي أن المشهد السياسي الحالي يمر بمرحلة حرجة للغاية ويعاني من أزمة حقيقية على مستوى المناخ السياسي الذي وصفه بأنه يحتضر بشكل ملحوظ، مشيراً إلى أن قانون الانتخابات الأخير لم يعكس بأي شكل من الأشكال ما تم التوافق عليه في جلسات الحوار الوطني الهادفة إلى إصلاح شامل للنظام الانتخابي.

أوضح زهران أن الكثير من المقترحات التي طرحها المشاركون في الحوار الوطني والتي تضمنت تحسينات جذرية لتشجيع التمثيل العادل والشفافية في الانتخابات تم تجاهلها بالكامل، وهو ما يهدد مصداقية العملية السياسية في البلاد.

أشار زهران إلى أن ما تم اعتماده في القانون الجديد لا يتماشى مع توقعات القوى السياسية والمجتمع المدني الذين شاركوا في الحوار، حيث لم يُدمج أي بند يعالج القضايا الجوهرية المتعلقة بنسبة التمثيل النسبي وتوزيع المقاعد الانتخابية، إضافة إلى غياب آليات فعالة لضمان نزاهة التصويت.

أكد السياسي أن هذه الملاحظات لم تأخذ حيزاً من النقاش داخل البرلمان، مما يزيد من حالة الإحباط الشعبي ويضعف الثقة في المؤسسات التشريعية.

صرح زهران بأن الوضع السياسي الراهن يعاني من تراجع الثقة بين مختلف الفاعلين السياسيين، وقد انعكس ذلك على مستويات المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة التي شهدت نسبة إقبال لم تتجاوز 40 بالمائة من الناخبين المسجلين، وهو رقم يعتبر منخفضاً مقارنة بالدورات الانتخابية السابقة. لفت إلى أن هذه النسب تعكس حالة اللامبالاة والشك التي تنتشر بين المواطنين تجاه جدوى المشاركة في العملية السياسية.

أضاف السياسي أن استمرار تجاهل مطالب الحوار الوطني في صياغة القوانين الأساسية للانتخابات سيؤدي إلى تعميق الأزمة السياسية وزيادة حالة الاحتقان المجتمعي، مما قد يدفع إلى توترات اجتماعية قد تتطور إلى مواجهات سياسية خطيرة. استدرك زهران بقوله إن الحل يكمن في إعادة النظر في القانون الانتخابي بناءً على المشاورات الوطنية الحقيقية التي تشمل كل الأطراف الفاعلة لضمان تمثيل عادل وفعال، وهو ما يؤكد عليه الخبراء والمراقبون السياسيون في البلاد.

أوضح أن الأرقام الرسمية تشير إلى أن أكثر من 60 بالمائة من الناخبين يعبرون عن عدم رضاهم عن الأوضاع السياسية الحالية ويشعرون بأن أصواتهم لا تجد التعبير الحقيقي في البرلمانات السابقة، مما ينعكس سلباً على استقرار البلاد ومسار ديمقراطيتها. نفى زهران أن تكون هناك إرادة حقيقية لدى بعض الجهات السياسية لمعالجة هذه المشكلات بجدية، محذراً من أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى مزيد من الانهيار في الثقة السياسية ويضع مستقبل النظام الانتخابي في مهب الريح.

أردف السياسي أن من الضروري فتح حوار جديد شفاف يراعي تمثيل مختلف الشرائح الاجتماعية ويضمن إقرار قوانين عادلة تعزز من فرص المشاركة وتكافؤ الفرص. أجاب زهران بأن هذه الخطوة هي المفتاح للخروج من الأزمة السياسية الراهنة وتحقيق الاستقرار الديمقراطي المنشود.

بهذا يؤكد السياسي فريد زهران أن الأزمة السياسية الحالية ليست مؤقتة بل هي نتيجة تراكمات واضحة في التشريعات الانتخابية، وينادي بضرورة إعادة البناء السياسي والإصلاح الحقيقي للحفاظ على مؤسسات الدولة ومكتسبات الشعب.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى