الآلاف في غزة يتدافعون على المساعدات الإسرائيلية بالمناطق العازلة تكشف أزمة إنسانية

أكدت حكومة غزة فشل خطة الاحتلال الإسرائيلي في توزيع المساعدات داخل ما يسمى “المناطق العازلة” على الحدود مع القطاع مشيرة إلى اندفاع آلاف الفلسطينيين نحو هذه المناطق بحثا عن الغذاء مما يعكس حجم المعاناة الإنسانية التي يمر بها السكان في القطاع المحاصر
وأوضح المسؤولون أن آلاف المواطنين خرجوا من منازلهم رغم مخاطر الاقتحام العسكري للبحث عن الغذاء والمساعدات الإغاثية التي تحاول إسرائيل توزيعها بهدف تخفيف الضغط الشعبي لكنها فشلت في تحقيق هدفها.
أشار المسؤولون إلى أن توزيع المساعدات لم يحقق استهداف الفئات الأكثر احتياجاً بل تسبب في تدافع شديد أدى إلى وقوع إصابات وسط المدنيين وأكدت المصادر أن أعداد المتجمعين في هذه المناطق وصلت إلى عدة آلاف في ساعات قليلة مما يزيد من عمق الأزمة
ويعكس مدى تفاقم الوضع الإنساني المتدهور جراء الحصار المستمر وارتفاع معدلات الفقر والبطالة بشكل لم يسبق له في غزة حيث يعاني أكثر من 75% من السكان من نقص في الغذاء والمساعدات الأساسية.
صرح مسؤولو حكومة غزة أن هذا المشهد يعبر بوضوح عن فشل السياسة الإسرائيلية في التعامل مع الوضع الإنساني ولفتوا إلى أن الاحتلال يستغل توزيع المساعدات كأداة للسيطرة والتحكم بدلاً من معالجة الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى الأزمة الإنسانية
وأضافوا أن نقص الوقود وانقطاع الكهرباء وتدمير البنية التحتية تزيد من معاناة الناس وتجعل الحصول على المواد الأساسية أمراً شبه مستحيل.
نفى مسؤولو الحكومة أي تحسن في الظروف الإنسانية أو تحركات فعلية لتحسين حياة الفلسطينيين داخل القطاع واعتبروا أن الأحداث الأخيرة تكشف بجلاء عن عمق الكارثة التي يعيشها أكثر من مليوني نسمة في ظل حصار خانق ودمار متزايد للبنى التحتية
وقالوا إن استمرار هذه الأوضاع قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي والاجتماعي وارتفاع نسبة الأمراض الناتجة عن سوء التغذية ونقص الخدمات الأساسية.
أضافت المصادر أن المجتمع الدولي مطالب بشكل عاجل بالتدخل الفوري لتقديم دعم فعال ومستدام والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي تتفاقم يومياً وسط تصاعد مؤشرات الفقر والجوع
وأكدت أن الحلول المؤقتة لن تنجح ما لم تترافق مع رفع الحصار وفتح المعابر وتوفير موارد كافية لتحسين الحياة اليومية لسكان القطاع.
أردف المسؤولون أن الصمت الدولي وغياب الضغوط الحقيقية على الاحتلال يضاعف من معاناة السكان ويجعل المساعدات تظل غير كافية وسط تصاعد موجات العنف والاقتتال في المنطقة مطالبين بوقف سياسات الإهمال والتجاهل وبدء خطوات جادة لإنقاذ الوضع قبل فوات الأوان.
أعلن خبراء حقوقيون أن استمرار الحصار ورفض تسهيل دخول المساعدات يرقى إلى جرائم إنسانية تؤثر على حياة الملايين وأن الكارثة المتفاقمة في غزة تحتاج إلى حلول عاجلة وقرارات حاسمة من المجتمع الدولي للحيلولة دون كارثة أكبر في المستقبل القريب.