الأمم المتحدة تصف اقتحام مركز “المساعدات الأميركي” في غزة بالمفجعة

في بيان صحفي صادر اليوم، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء اقتحام مركز “المساعدات الأميركي” في قطاع غزة، حيث وصف المتحدث باسم المنظمة، ستيفان دوجاريك، المشهد بـ”المفجع” خلال حديثه مع الصحفيين.
وأوضح دوجاريك أن الأمم المتحدة وشركاءها يعملون من خلال خطة مفصلة تهدف إلى إيصال المساعدات إلى السكان المتضررين، مشددًا على أهمية توسيع نطاق العمليات الإنسانية بشكل فعّال، حيث يُعتبر ذلك ضروريًا لدرء المجاعة وتلبية احتياجات المدنيين في جميع أنحاء المنطقة.
وأكد دوجاريك على ضرورة “احترام القانون الدولي وفتح جميع معابر قطاع غزة أمام المساعدات الإنسانية والسلع التجارية”، مشيرًا إلى أن المساعدات أمر حيوي لحياة الآلاف من المدنيين الذين يعانون في ظل الظروف الحالية.
من جانبه، أضاف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، قائلاً: “نملك الإمدادات والخطط لإيصال كميات هائلة من المساعدات لغزة”.
إن التأكيد على أدوات الإغاثة والتعاون الدولي يأتي في وقت حرج حيث يتطلب الوضع القائم التنسيق الفوري والفعّال لتلبية احتياجات الأسر المحتاجة.
وأضاف “دعونا نعمل في غزة دون عوائق فالوقت لا يسمح بالمماطلة”.
في السياق نفسه، أعربت النرويج عن قلقها بشأن انتهاك قوات الاحتلال القانون الدولي ومحاولاتها “عسكرة المساعدات”.
وقالت الخارجية النرويجية إن “على (إسرائيل) أن تسمح فورا بالوصول غير المقيد للمنظمات الإنسانية والمساعدات إلى قطاع غزة”.
ووصفت الولايات المتحدة انتقاد الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لجهود الإغاثة المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل في غزة بأنها “نفاق”، مؤكدة أن “الطعام يدخل القطاع الفلسطيني بنجاح”.
وقد فقدت الشركة الأميركية المسماة “مؤسسة غزة الإنسانية” سيطرتها على مركز توزيع المساعدات في رفح جنوبي القطاع بعدما تجمعت حشود من الفلسطينيين في الموقع في أول أيام عمله.
واستدعى جيش الاحتلال الإسرائيلي مروحيات من المنطقة لإجلاء المسلحين التابعين للشركة الذين فروا من المكان.
وجاء افتتاح هذا المركز ضمن خطة “إسرائيلية” أميركية للسيطرة على توزيع المساعدات رفضتها الأمم المتحدة ومؤسسات دولية عديدة، لأنها “تدفع السكان للنزوح وتُعرّض آلاف الأشخاص للأذى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية”.
وتواصل المنظمات الأممية في قطاع غزة، المطالبة باستئناف توزيع المساعدات بشكل واسع، وذلك من خلال الأنظمة الإنسانية القائمة والتي خدمت المجتمع منذ سنوات بأطر قانونية وإنسانية.
ومنذ 2 آذار/مارس الماضي، أغلق الاحتلال معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية.
وبدعم أمريكي، يرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 177 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.