عناصر أمريكية وإسرائيلية تستهزئ بسكان غزة أثناء توزيع المساعدات

أثارت مشاهد مصورة من نقطة توزيع مساعدات خاصة بـ “مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية”، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، موجة غضب عارم على مواقع التواصل الاجتماعي. حيث قارن مستخدمو الإنترنت هذه المشاهد بصور مأخوذة من معسكرات الاعتقال النازية، في تلميح صارخ إلى الانتهاكات الإنسانية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة.
تزامن هذا الغضب مع إعلان المؤسسة المدعومة أميركياً وإسرائيلياً عن بدء توزيع المساعدات في غزة. حيث شهدت نقطة التوزيع الواقعة جنوبي القطاع تدفق آلاف الفلسطينيين في فوضى عارمة، مما دفع أفراد الأمن التابعين للشركة الأمريكية لإطلاق النار في الهواء لتفريق الحشود التي انتظرت لساعات طويلة للحصول على المساعدات الغذائية.
واضطر عديد من الفلسطينيين الذين قدموا إلى المنطقة بعد قطع مسافات طويلة للحصول على المساعدات، إلى المغادرة دون الحصول على أي طعام، وسط حالة من الذعر والفوضى. وتم تداول صورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر آلاف الفلسطينيين الذين ينتظرون خلف أسوار وأسلاك شائكة، مما أعاد للأذهان صوراً مؤلمة من معسكر “أوشفيتس” النازي.
وفي مقطع مصور انتشر على الانترنت، يظهر موظف ملثم في منطقة توزيع المساعدات وهو يقوم بحركات ساخرة تجاه الحشود المرعبة. علق مصعب أبو طه، أحد مستخدمي التواصل الاجتماعي، قائلاً: “معسكر اعتقال. إهانة الناس الذين يعانون الجوع منذ 86 يوماً. هذا عار العالم”. وأضافت سنا سعيد: “مرتزق أمريكي جزء من مؤسسة إغاثة غزة يدير عملية جمع الفلسطينيين الجائعين في معسكر اعتقال”.
وتشير التقارير إلى أن إسرائيل، ومن خلال إغلاقها لمعابر قطاع غزة منذ 2 مارس، قد دفعت 2.4 مليون فلسطيني إلى حد المجاعة. حيث تم استبعاد الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية من المساهمة، وكُلفت “مؤسسة إغاثة غزة”، المرفوضة دولياً، بتوزيع مساعدات شحيحة، محاولةً إجبار الفلسطينيين على مغادرة شمال قطاع غزة.
ورغم أن المخطط الإسرائيلي كان يهدف إلى تهجير الفلسطينيين، إلا أنه فشل تحت وطأة المجاعة، حيث تجاوزت الحشود الفلسطينية اليائسة جميع الحواجز نحو مركز توزيع المساعدات، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق النار وإصابة عدد منهم.
فيما تتواصل الحرب الإسرائيلية المدعومة أمريكياً منذ 7 أكتوبر 2023، مخلفة نحو 177 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، وأعداد كبيرة من المفقودين، وسط استنكار عالمي متزايد.