آلاف المواطنين العرب يتظاهرون في بئر السبع ضد سياسة هدم المنازل في النقب

تجمع آلاف المواطنين العرب، يوم الخميس، في مدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل لرفع صوتهم ضد السياسات الحكومية التي تهدف إلى هدم المنازل وتهجير السكان في منطقة النقب، تحت شعار “صفا واحدا من أجل بيوتنا ومن أجل كرامتنا”.
في الوقت الذي شمل فيه الإضراب مختلف البلدات العربية في النقب، حمل المتظاهرون لافتات تعبر عن رفضهم لهذه السياسات، مثل “النقب ليست للبيع ولا للتهجير” و”لن نرحل عن أرضنا”. كما رددوا شعارات تعكس إحباطهم من استمرار عمليات الهدم، مثل “كفى للهدم. نريد حلا. لا تدميرا”.
فقد حمل بعض المتظاهرين الأعلام السوداء، في إشارة إلى الحداد على المنازل المهدومة. وجاءت هذه المظاهرة استجابة لدعوة الهيئات التمثيلية العربية في النقب، وذلك في ظل تزايد عمليات الهدم التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية للمنازل العربية، والتي باتت تشكل تهديدًا مباشرًا لمستقبل السكان في المنطقة.
تُعزى السلطات الإسرائيلية في تبريرها لهذه السياسة إلى عدم وجود تراخيص بناء، ومع ذلك يؤكد المواطنون العرب أن ذلك هو نتيجة صارخة لسياسة التمييز العنصري التي يعانون منها.
“نحن هنا لنثبت أن صوتنا لن يُقهر، وأن حقوقنا في أرضنا لا يمكن التنازل عنها”، قالت إحدى المتظاهرات، مضيفةً أن “المظاهرات ستستمر حتى نحقق العدالة وندافع عن حقنا في السكن والعيش بكرامة”.
وتتواجد في النقب العديد من البلدات التي ترفض السلطات الإسرائيلية الاعتراف بوجودها في وقت تخطط فيه الحكومة الإسرائيلية لبناء بلدات لليهود في المنطقة.
النائب العربي بالكنيست أيمن عودة، قال في منشور على “فيسبوك” إن “المظاهرة في النقب هي واحدة من أكبر المظاهرات ضد الهدم والترحيل”.
وأضاف: “القاعدة واضحة: إذا كان الهدم نُزهة فالشرطة ستهدم كل يوم. وإذا عزم الناس على التصدّي فالمؤسسة الحاكمة ستعمل لذلك ألف حساب”.
وتابع عودة: “هذه المظاهرة الجبّارة، خاصة بحضور آلاف الشباب، توصل رسالة بأننا جاهزون لبذل كل غالٍ ونفيس للحفاظ على أرضنا وبيوتنا”.
أما النائب العربي في الكنيست يوسف العطاونة، فقال في منشور على فيسبوك: “لقد أكدت هذه المظاهرة أن شعبنا موحّد في موقفه، ثابت في انتمائه، وراسخ في إصراره وأنه لا شرعية لأي مخطط يستهدف وجودنا وكرامتنا”.
وأضاف: “هذه المظاهرة هي محطة نضالية وليست نهاية الطريق، بل فصل جديد في مسار طويل عنوانه: الحق في الأرض، والمسكن، والوجود”.
وتابع العطاونة: “نقولها بوضوح: كل مخططات وكل مشاريع الاقتلاع والتهجير، ستسقط أمام وحدة شعبنا وصموده، وبالعمل النضالي الشعبي والرسمي على كافة المستويات”.
وأردف: “نحن لا نطلب إحسانًا، بل ننتزع حقًّا ونرفض أن نُعامل كغرباء في أرضنا، ونرفض أن يُرسم مستقبلنا بقرارات فوقية ومعايير عنصرية، مطالبنا محصّنة بالحق والعدالة، ولن نتراجع حتى ينال أهلنا في النقب حقوقهم كاملة غير منقوصة”.
من جهته قال النائب العربي في الكنيست وليد الهواشلة، في كلمة أثناء المظاهرة: “النقب قال كلمته: نضالنا مستمر والكرامة لا تساوم”.
وانتشرت قوات من الشرطة الإسرائيلية في محيط مكان المظاهرة دون تسجيل اشتباكات