العالم العربي

غولان يدعو لاندماج أحزاب المعارضة لتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل

دعا يائير غولان، زعيم حزب “الديمقراطيين” الإسرائيلي المعارض، خلال مؤتمر في تل أبيب، إلى ضرورة اندماج عدة أحزاب من المعارضة لتحمل مسؤولية قيادة الحكومة المقبلة، مؤكداً على أهمية تكوين جبهة موحدة لمواجهة الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو.

وفي تطورات متسارعة، هاجم غولان حكومة نتنياهو، التي وصلت إلى السلطة في أواخر ديسمبر 2022، مشيراً إلى أنها تهدف بشكل مباشر إلى “احتلال وضم شامل للأراضي الفلسطينية”، مما يؤدي إلى نتائج كارثية على الوضع الأمني والسياسي في المنطقة. وأوضح غولان أن “هذه الحكومة اليمينية لا تسعى فقط إلى التوسع الجغرافي، بل أيضاً إلى الإبقاء على حالة من الصراع المستمر والعيش في ظروف تفتقر إلى الأمل”.

وأكد غولان على حاجة المعسكر الليبرالي الديمقراطي للتخلي عن “اللعبة السياسية القديمة”، بهدف توحيد الجهود لبناء جبهة قوية قادرة على مواجهة التحديات الراهنة. وتدعم استطلاعات الرأي العام هذه الدعوة، حيث تشير النتائج إلى أن أحزاب المعارضة لو أُجريت انتخابات اليوم، سترغب في الفرصة لتشكيل حكومة جديدة.

على الرغم من الضغوطات المستمرة، يواصل رئيس الحكومة نتنياهو رفض الدعوات لإجراء انتخابات مبكرة، مشيراً إلى الظروف الحالية بسبب الحرب على غزة. ويضاف إلى تعقيد الوضع السياسي النقاشات الداخلية بين صفوف المعارضة حول من يجب أن يتولى قيادتها.

والأحزاب المعارضة الأساسية هي “الديمقراطيين”، و”هناك مستقبل” برئاسة زعيم المعارضة يائير لابيد، و”معسكر الدولة” بقيادة بيني غانتس، و”إسرائيل بيتنا” برئاسة أفيغدور ليبرمان.

وجاء الرد الأول على دعوة غولان من مقربين من لابيد قالوا: “حان الوقت ليتوقف غولان عن مساعدة نتنياهو بتصريحاته المسيئة”، وفق القناة “12” العبرية.

وأضافوا: “هو يعلم أنه يُضعف فرص فوزه في الانتخابات، وقد عُرضت عليه استطلاعات الرأي التي تُثبت أن هذا التوحيد (للمعارضة) يُضعف الكتلة، ويعيد الناخبين إلى نتنياهو”.

وتابعوا في انتقادات حادة لغولان: “من غير الواضح سبب إصراره على جعل نفسه أهم رصيد لليمين لمجرد تصدر عناوين الأخبار”.

وردا على ذلك نقلت القناة عن مقربين من غولان قولهم: “حان الوقت لنتوقف عن مطاردة استطلاعات الرأي، ونبدأ بتشكيل ركيزة أخلاقية وأيديولوجية.. كفى خوفا وسننتصر معا”.

ويتصاعد غضب في إسرائيل جراء مخاطرة نتنياهو بحياة الأسرى الإسرائيليين في غزة عبر تمسكه باستمرار الحرب على القطاع.

وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وتؤكد المعارضة وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 177 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى