العالم العربي

نتنياهو يعقد اجتماعاً أمنياً لبحث اقتراح أمريكي بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة

يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الخميس اجتماعاً أمنياً “محدوداً” لمناقشة مقترح أمريكي جديد يهدف إلى تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفقاً لما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.

تناقش الجلسة التي تم الإبلاغ عنها في وسائل الإعلام، المسار الجديد الذي طرحت تفاصيله المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف. تشير التقارير إلى أن الاجتماع سيشهد مشاركة عدد محدود من المسؤولين، إلا أن الهيئة لم تحدد أسماء المشاركين، مما يثير تساؤلات حول نطاق المناقشات المرتقبة.

وأوضح مصدر إسرائيلي رفيع المستوى، لم يكشف عن هويته، أن تل أبيب تلقت المقترح الأمريكي في الليلة الماضية، وهو يتضمن الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء، بالإضافة إلى تسليم جثامين 10 آخرين، على أن يتم ذلك على دفعتين، مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة ستين يوماً. يأتي هذا المقترح في وقت حرج، ويؤمل أن يسهم في تخفيف حدة التوترات في المنطقة.

نتنياهو: “نعمل على تحقيق الأمن واستعادة الأسرى”

في تعليقه على الاجتماع المرتقب، قال نتنياهو: “إن أمن مواطنينا هو أولويتنا القصوى، ونحن ملتزمون بالعمل على تحقيق هذا الهدف من خلال كافة الوسائل المتاحة”.

وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وبدورها قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”: “ستستمر مفاوضات إنهاء الحرب خلال وقف إطلاق النار”.

وأوضحت أنه في حال الاتفاق على إطار عمل، سيتم إطلاق سراح الأسرى المتبقين، أحياءً وأمواتًا، أما في حال فشل المحادثات، فإن “إسرائيل تحتفظ بحق استئناف العمل العسكري”، مع إمكانية تمديد وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح المزيد من الأسرى، وفق الصحيفة.

وأضافت: “بموجب الخطة، ستُستأنف المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر الأمم المتحدة والوكالات الدولية، وستُطلق إسرائيل سراح الأسرى (الفلسطينيين) وفقًا للاتفاقيات السابقة”.

وتابعت: “سينسحب الجيش الإسرائيلي إلى مواقعه قبل الهجوم (في مارس/آذار)، محافظًا على وجوده على طول ممر فيلادلفيا، الذي يمتد على طول الحدود بين غزة ومصر، ولكنه سينسحب من ممر موراج بين رفح وخان يونس (جنوب قطاع غزة)”.

وأشارت إلى “تلقي المسؤولين الإسرائيليين الاقتراح في الساعات الأخيرة، لكنهم لم يردوا عليه رسميًا بعد”.

واستدركت: “تشير التقييمات الأولية إلى أن إسرائيل لن ترفضه على الأرجح، لأنه يعكس خطة المبعوث ويتكوف السابقة”، والتي تضمنت إطلاق سراح 10 أسرى على مرحلة واحدة.

وقالت: “إذا قبلت إسرائيل الخطة الجديدة، فستستمر المفاوضات التفصيلية في الدوحة”.

واستذكرت إن ويتكوف، أعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حل دائم للأزمة، وقال للصحفيين في البيت الأبيض مساء أمس: “نحن على وشك إصدار وثيقة شروط جديدة، ونأمل أن تُسلّم في وقت لاحق اليوم. وسيراجعها الرئيس (دونالد ترامب)”.

وأضاف أنه يتوقع أن يُمهّد وقف إطلاق نار مؤقت الطريق لحل سلمي طويل الأمد.

وحتى الساعة 10:30 “ت.غ” لم يصدر تعقيب من الأطراف المعنية على ما ذكرته كل من الهيئة و”يديعوت أحرونوت” العبرية القناة الإسرائيلية بشأن المقترح.

والأربعاء صرح ويتكوف بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيراجع وثيقة التفاهمات الجديدة بشأن غزة، وأعرب عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار و”حل سلمي طويل الأمد”.

وفي اليوم نفسه، أفادت هيئة البث العبرية بأن مسؤولين إسرائيليين مشاركين بالمفاوضات غير المباشرة مع “حماس”، يتحدثون عن “تطور إيجابي” بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة.

وأكدت حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.

وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى