مقالات وآراء

صفوت عمران يكتب: كابوس القاهرة يطارد ترامب ونتنياهو 3-3

الخلاف بين القاهرة وتل أبيب قديم .. قبل إنشاء دولة الإحتلال.. قادة الصهيونية العالمية الذين سيطروا على دول الغرب عبر الفساد المالي ثم إختراق قصور الحكم بالخداع والمكر، يدركون أن مشروعهم المزعوم في منطقة الشرق الأوسط لا يستطيع إيقافه إلا المشروع المصري،

لذا يتحركون دائماً من أجل حصار القاهرة وإضعافها ووضع العراقيل أمامها، ويعملون باستمرار على تمزيق أطرافها وزرع الفتنة بينها وبين محيطها العربي، الجميع يدركون أن مصر لو عملت بجدية خلال 10 سنوات تستطيع أن تصبح دولة عظمى.. ولك أن تتخيل أن أحد أسباب إنشاء إسرائيل هو رغبة أوروبا في منع قيام دولة عربية قوية مثل دولة محمد علي باشا..

إلا أن القاهرة تدرك كل تلك المخططات وتتحرك على كامل رقعة الشطرنج بهدوء وحكمة .. أثبتت الأحداث أن القاهرة تملك المعلومات وتسبق بخطوات صانع القرار العالمي الذي بات غير مستوعب لقدرات أجهزة المعلومات المصرية وخطة الخداع الاستراتيجي التي نفذتها على مدار السنوات الماضية.

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أعلنها صريحة في القمة العربية في بغداد .. لا استقرار في منقطة الشرق الأوسط .. ولا خروج من دوامة العنف بدون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وقال: «حتى لو نجحت إسرائيل، فى إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل فى الشرق الأوسط، سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية»..

مؤكداً أن الشعب الفلسطيني سوف يظل صامداً متمسكاً بحقه المشروع في أرضه ووطنه .. مؤكداً رفض تهجير الشعب الفلسطينى، مشدداً على أن القاهرة سوف تنظم مؤتمر دولى لإعادة إعمار قطاع غزة، فور توقف العدوان.. رسائل واضحة أربكت المشهد داخل التحالف الصهيوامريكي، وجعلت الجميع يدركون أن القاهرة جادة وجاهزة للمواجهة الكبرى…

الإعلام العبري الذي فوجئ بصمود القوات المسلحة المصرية في وجه مخطط «الشرق الأوسط الصهيوامريكي» تناول تقرير للمخابرات الإسرائيلية عن الخلافات العميقة بين القاهرة وكل من دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، وأن الأمر ليس جديد لكنه يعود إلى 10 سنوات ماضية، عندما أفشلت تل أبيب، صفقة طائرات F35 الأمريكية والمزودة بالذكاء الاصطناعي التي وعد بها ترامب مصر في ولايته الأولى

ولم ينفذ وعوده لضمان التفوق الجوي الإسرائيلي علي كل الجيوش العربية، وهي الصفقة التي حاول جيش مصر تعويضها بالذهاب للتفاوض علي شراء طائرات السوخوي 35 الروسية وJ 10 الشبحية الصينية..

منذ ذلك الوقت.. 2017.. أصبح ترامب ورقة مكشوفة للدولة المصرية .. أنه يعد ولا ينفذ .. وأنه يتحدث ولا يفعل..

لذا كانت القاهرة البلد الوحيدة التي لم تهتز لتصريحات ترامب حول قطاع غزة والشرق الأوسط.. لم تفاجئ خلال زيارة الرئيس الأمريكي للخليج بأنه لم يلتزم لا بإدخال المساعدات لقطاع غزة، ولا وقف إطلاق النار، وأن كل هدفه كان إطلاق سراح الأسير عيدان إسكندر، ومنح الكيان فرصة أخيرة لضرب غزة والتخلص من المقاومة

لذا وفق خبراء سياسيون فإن القاهرة عندما رفعت « اللات الأربع» في وجه ترامب: «لا تهجير الفلسطينيين .. لا تنازل عن شبر من أرض سيناء .. لا لعبور السفن الأمريكية مجاناً من قناة السويس، ولا مشاركة في ضرب جماعة الحوثي» .. بناء على تقييم سابق لشخصية الرئيس الأمريكي، وموقف واضح من مصر، لذا أدرك ترامب أن مصر لا تشتري الهواء ولا تبتاع الوهم، ولا يغريها كلمات الاطراء الجوفاء التي لا تثمن ولا تغني من جوع.

نعم عزيزي القارئ.. أدركت القاهرة مبكراً أن المخطط الصهيوامريكي هدفه حصار مصر إقتصادياً وعسكرياً، وإن إسقاط مصر التي وصفت في مخطط برنارد لويس حول الشرق الأوسط بـ«الجائزة الكبرى» يبدأ بفرض حصار على تسليح الجيش المصري عبر تفعيل قرار للكونجرس الذي يمنع الجيوش العربية من شراء الأسلحة الحديثة الأكثر تطوراً حتى لا تتفوق علي إسرائيل، وقانون مكافحة أعداء أمريكا أو CAATSA ومن ضمن بنوده فرض عقوبات اقتصادية على دول العالم التي تشتري أسلحة خارج السلاح الأمريكي

إلا أن القاهرة على مدار عقدين خاصة منذ 2013 أفشلت كل محاولات تقييد وحصار التسليح المصري، وقررت الدولة المصرية تنويع مصادر شراء السلاح بعيداً عن واشنطن، جيش مصر كسر جدار الحصار بشراء السلاح من عدة دول غربية وشرقية، ومن خلال تصنيع وتمصير السلاح وهذا ملف سري بإمتياز، وبعد صفقات السلاح الأخيرة خاصة مع الصين، استطاع جيش مصر كسر قاعدة التميز العسكري التكنولوجي الإسرائيلي، لذا تهديد ترامب بوقف المساعدات الأمريكية لم يرهب جيش مصر، بل يزيده إصرار علي التصنيع وتنويع مصادر التسليح،

وأصبحت كل السيناريوهات السرية مفتوحة مع القوات المسلحة المصرية التي لم يعد ممكن حساب أفاق قوتها.. حيث أدركت القاهرة مبكراً ومبكراً جداً أن المواجهة قادمة مع التحالف الصهيوامريكي.

الواقع عزيزي القارئ.. التحالف الصهيوامريكي على مدار 30 عاماً استطاع تدمير كل الجيوش العربية الكبيرة لأنها كانت جيوشاً حزبية أو طائفية كالجيش العراقي البعثي، والجيش السوري العلوي.. لكن جيش مصر هو جيش شعب وجيش دولة، وليس جيشاً لحزب أو فصيل أو طائفة، جيش مصر لا يؤمن إلا بعدو واحد وعقيدة واحدة ويتصرف تحت المنطق الصرف للدولة.. ومنذ أكثر من 100 عام يقول كتاب المستعمرات البريطانية: «مصر شعبها كله جيش»…

ونشره موقع Tactical Report: «مصر تمتلك الآن طائرات وغواصات وأسلحة دفاع جوي قادرة على تحييد الجيش الإسرائيلي»، وكانت المناورات العسكرية المصرية الصينية بروفة لأية مواجهة قادمة مع الكيان، وخلال الأيام الماضية تأكد التحالف الصهيوامريكي أن التهديدات المصرية بـ«حرب يوم القيامة» تستند على إمكانيات حقيقية

ووفقاً لصحيفة معاريف الإسرائيلية: «قرار واشنطن خفض المساعدات العسكرية لمصر نصف مليار دولار، خاصة في مجال الصيانة وقطع الغيار، جاء رداً على مواقف القاهرة من مخطط الشرق الأوسط الجديد، وأن هدفه الأضرار بنحو 25% من قدرات الجيش المصري» .. هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ بداية من عام 2026، وسيتم تطبيقه على مصر والأردن…

ويرى مراقبون أن ترامب الذي ساعد إسرائيل في منع الغذاء والماء والكهرباء عن أهل غزة لإجبارهم على مغادرة القطاع، ولم يفلح، يتوهم إمكانية عقاب مصر بعد رفض خطته لتهجير الفلسطينيين، حيث يرى أن القاهرة العقبة أمام التهجير بعد تجويع سكان غزة، لذا يريد خفض قدرات الجيش المصري، وضمان التفوق العسكري الإسرائيلي

ووفقاً لتقارير سياسية فإن القاهرة رفضت عصا وذهب الصهيونية.. رفضت خطة ترامب وتهديداته، ورفضت أيضاً خطة لبيد زعيم المعارضة الإسرائيلية بحذف الديوان المصرية، والتمدد المصري لإدارة غزة لمدة 15 عام قادمة مقابل مليار دولار سنوياً .. ومنذ أيام انتقد المبعوث الإسرائيلي في الأمم المتحدة وجود قواعد عسكرية وأسلحة هجومية مصرية في سيناء .

.وإعتبر المندوب الصهيوني إنتشار الجيش المصري في سيناء هو خرق لإتفاقية كامب ديفيد، وحذر الإعلام العبري من أن مصر تستعد لحرب ضد إسرائيل.. فيما أكدت القاهرة لعدد من العواصم، أن وجود قوات جيش الإحتلال في محور فيلادلفيا والسعي لتهجير الفلسطينيين من غزة أكبر خرق لاتفاقية كامب ديفيد، ويهدد الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.

وقالت تقارير إعلامية غربية أن ترامب بعد القمة العربية بالقاهرة طلب من وكالة المخابرات الأمريكية، تقريراً مفصلاً عن مفاتيح

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى