العالم العربي

خبير عسكري: تصاعد عمليات المقاومة يعكس تحولاً إستراتيجياً ويُفشل خطط الاحتلال للسيطرة على غزة

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن تصاعد وتيرة العمليات التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية، لا سيما في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، يمثل تحولاً إستراتيجياً في أسلوب المواجهة الميدانية، ويخدم هدفاً أكبر يتمثل في منع الاحتلال الإسرائيلي من فرض سيطرته على الأرض.

وفي تحليل عسكري، أكد حنا أن مشاهد عمليات كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة “حماس”، تشير إلى تكتيك متنوع وتكيّف ميداني عالٍ، لافتاً إلى أن استخدام بندقية القنص “الغول” يؤكد اختيار نوع السلاح الأنسب لكل عملية بدقة محسوبة.

وقد بثت “القسام” مشاهد عملية أطلقت عليها اسم “حجارة داود” تضمنت قنص جندي وتفجير عبوات ناسفة ضد قوة راجلة إسرائيلية في الشجاعية، والتي وصفها حنا بأنها جبهة قتال معقدة خاضت فيها المقاومة أكثر من 45 عملية نوعية منذ بداية الحرب، مشيراً إلى أن السيطرة الإسرائيلية عليها ما زالت بعيدة المنال.

وأوضح حنا أن فصائل المقاومة تخلت عن استراتيجية التمركز والثبات، وباتت تعتمد تكتيك الكر والفر والمناورة المرنة، مما يعزز قدرتها على إبطاء التقدم الإسرائيلي واستنزافه في عدة محاور متزامنة.

وأكد أن المقاومة باتت تمتلك “منظومة سلاح” متكاملة تشمل القنص، والعبوات الناسفة، والذخائر غير المنفجرة، وتستخدمها بشكل فعّال ومحدد الأثر مع احترافية عالية في التخطيط والتنفيذ.

كما لفت إلى أن المقاومة نجحت في بعض المناطق – مثل خان يونس – بفرض مسارات حركة محددة على قوات الاحتلال لاستدراجها نحو كمائن معدّة مسبقاً، مما يعكس فهماً ميدانياً دقيقاً لكل منطقة قتال في القطاع.

وأشار إلى أن الاحتلال يحرص على تجنب الخسائر البشرية، ويعتمد على آليات مدنية أحياناً مثل الجرافات لتقليل المخاطر، مؤكداً أن خطته تقوم على تهجير سكان الشمال وتوسيع ما يسمى “المنطقة العازلة” تمهيداً لتقسيم القطاع إلى مجموعتين محاصرتين وتفكيك المقاومة.

واختتم حنا تحليله بالتأكيد على أن ما يحدث ميدانياً يُظهر قدرة المقاومة على تعطيل الخطط الإسرائيلية الاستراتيجية ومنعها من فرض أمر واقع جديد في قطاع غزة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى