أحمد عطوان يسلط الضوء على معركة ليلى سويف.. صمود أمام القهر يعيد للأذهان نضال أمهات بلازا دي مايو

في حلقة جديدة من برنامج “الشارع المصري” الذي يقدمه الإعلامي أحمد عطوان على قناة الشرق، تناول عطوان تطورات الوضع الإنساني الحرج الذي تمر به الدكتورة ليلى سويف، أستاذة الرياضيات بجامعة القاهرة، التي تخوض واحدة من أطول الإضرابات عن الطعام في مصر احتجاجًا على استمرار اعتقال نجلها الناشط السياسي علاء عبد الفتاح.
عطوان، خلال عرضه لتفاصيل الأزمة، قارن بين معركة ليلى سويف الصامتة ونضال أمهات بلازا دي مايو في الأرجنتين، حيث وقفت الأمهات في وجه الطغيان العسكري في سبعينيات القرن الماضي للمطالبة بكشف مصير أبنائهن المختفين قسرًا. وأكد عطوان أن المشهد يعيد نفسه اليوم، حيث تواجه سيدة مصرية، تتجاوز السبعين من عمرها، دولة كاملة بجسدها النحيل وإرادتها الصلبة.
وأوضح عطوان أن ليلى سويف، وهي ابنة العالم الكبير مصطفى سويف والناقدة الشهيرة فاطمة موسى، ليست فقط أمًا تدافع عن حرية ابنها، بل تمثل رمزًا لكل أم وزوجة وابنة فقدت عزيزًا في السجون والمعتقلات دون أمل قريب في لم شمل العائلات.
وبحسب المعلومات التي عرضها البرنامج، فإن ليلى سويف بدأت إضرابها الكامل عن الطعام في 29 سبتمبر 2024، وتدهورت حالتها الصحية بشكل خطير مع دخولها يومها الـ 242 من الإضراب، حيث فقدت أكثر من 40% من وزنها، وتم نقلها مؤخرًا إلى المستشفى بعد إصابتها بهبوط حاد في نسبة السكر وضغط الدم، في وضع وصفه الأطباء بأنه خطر وحرج للغاية.
وأشار عطوان إلى أن إصرار سويف على مواصلة الإضراب، رغم المخاطر الجسيمة على حياتها، يمثل نداء صامتًا للعالم وموقفًا إنسانيًا مشرفًا ضد ما وصفه بـ “الظلم الممنهج” الذي تمارسه السلطة في مصر تجاه المعتقلين السياسيين، خاصة أولئك الذين انتهت مدد محكومياتهم ولا يزالون قيد الاعتقال.
واعتبر عطوان أن مصير علاء عبد الفتاح ليس معزولًا عن مصير مئات المعتقلين السياسيين وكبار السن الذين يعانون داخل السجون من ظروف احتجاز قاسية وإهمال طبي متعمد، مثل هدى عبد المنعم وعبد المنعم أبو الفتوح، اللذين تجاوزا السبعين من العمر ويعانيان من مشاكل صحية خطيرة.
وفي تحذير واضح، قال عطوان إن وفاة ليلى سويف، لا قدر الله، ستشكل “لحظة انفجار” قد تفتح على مصر أبواب أزمات سياسية وإنسانية غير محسوبة العواقب، مؤكدًا أن العالم لن يغفر للسلطات صمتها في وجه مأساة كهذه.
وختم عطوان حديثه بدعوة صريحة إلى الإفراج الفوري عن علاء عبد الفتاح وكل معتقلي الرأي، مؤكدا أن التاريخ لا ينسى المواقف، وأن الدول العظيمة تقاس برحمتها وقيمها، لا بقسوتها وتعنتها.